غادة الشريف
شوف يا حمادة، لو ساكن جنبك واحد مسيحى إمسك فيه.. حدد إقامته.. إوعى تسيبه يخرج من بيته.. فغدا ستكون هناك مكافآت لمن يبطش بأى مسيحى!.. هذه هى دولتك وهذا هو الواقع الذى أصبحنا نعيش فيه!.. اليوم يجرى عرض فيلم ساخر عن داعش فى دور العرض، ومنذ عدة أشهر كان يعرض فيلم ساخر آخر لممثل كوميدى شهير.. لم يتعرض طاقما الفيلمين لأى أذى، لكن عندما قام قبلهم خمسة أطفال مسيحيين بتسجيل فيلم بدائى ساخر عن داعش انتفض الأزهر وتم القبض على الأطفال بتهمة ازدراء الإسلام، واستمرت هذه المسخرة حتى صدر ضدهم حكم بالحبس!.. بل إننى أذكر أننى أرسلت للرئاسة صورة للأطفال بالكلبشات فى أيديهم كانت قد انتشرت على الفيسبوك وتلقيت وقتها وعداً بالتصرف العاجل لكن لم يحدث شىء..
ولا حتى حصلوا على عفو رئاسى بعد صدور الحكم!.. إذن، لماذا تغاضى الأزهر عن الفنانين ولم يتسامح مع الأطفال؟.. الإجابة واضحة يا حمادة، فالتهمة لم تكن ازدراء الإسلام بل كانت التهمة أنهم مسيحيون!.. ما حدث فى المنيا مؤخرا من منع المسيحيين من الصلاة ليس غريبا ولا جديدا على هذه المحافظة البائسة، فمنذ حادثة سيدة الكرم ثم توالى عدة مواقف اضطهاد كثيرة ضد المسيحيين أصبح واضحاً أن محافظ المنيا متعصب دينيا.. السؤال هنا هو: من الذى يقف خلف هذا الرجل ليظل فى منصبه رغم كل تلك الكوارث التى يسمح بها؟.. والإجابة يا حمادة هى ومين قالك إن الدولة ترى أن ما يحدث فى المنيا كوارث أصلا؟!.. هل مازال لدينا أى شك أن الدولة انتقلت من مرحلة التغاضى عن التطرف الدينى وانتقلت إلى مرحلة مباركة اضطهاد المسيحيين؟!.. الله يمسيك بالخير يا مبارك، زمانه مزقطط ومزقلط وشمتان فينا!.. وبمناسبة ذكر مبارك، فأنا فى الحقيقة لا أستطيع أن أمنع نفسى من التعجب من عودة ثقة أجهزة الأمن وتحديدا الأمن الوطنى تجاه السلفيين!.. كنا فى عهد مبارك لا نعرف بوجود السلفيين ولا نسمع عنهم.. ثم علمنا لاحقا أنهم تربية إيد حبيب العادلى حيث كان يجندهم للتجسس على الإخوان.. ثم علمنا أن عملية تخليقهم فى معامل الداخلية لم تكن سوى تكرار لمسلسل العشق الممنوع الذى اخترعه السادات حين اخترع الجماعة الإسلامية وأفرج عن معتقلى الإخوان ليواجه بهم الطلبة الشيوعيين!.. لكن أمن الدولة ورغم ما شاهدوه من خيانة تلك الجماعات للسادات وصلت لحد قتله إلا أنهم عادوا بمنتهى «الطيابة» للتعامل معهم فى عهد مبارك ظانين إنهم تحت السيطرة هذه المرة!.. المدهش أيضا يا حمادة أن الأجهزة بعد أن رأت خروج تلك التيارات عن السيطرة وخيانتهم لهم للمرة الثانية فى يناير 2011 عادوا للمرة الثالثة للتعاون معهم بعد ثورة 30/6 !!.. هو الواحد يا حمادة محتاج كام قلم على وشه حتى يعرف أن هذا الشخص لا يؤتمن أو أن هذه الخطة فاشلة؟!.. هل نحن أمام أجهزة معلومات واستخبارات بتاعة حبس وتعذيب بقى وكداهوَن، أم أننا أمام فاتن حمامة ومريم فخر الدين حيث فى كل فيلم كانوا يثقون فى الشرير ثم يبكون فى حضن ماما؟!.. يعنى هم دول يا حمادة نفس الناس اللى بيطفوا السيجارة فى رقبتك ويعلقوك فى مروحة السقف وكداهوَن علشان تعترف؟!.. الحقيقة أن ما يراه المسيحيون الآن لم يشهدوه حتى فى عهد الإخوان، ويبدو أنه مازال فى الجراب ما هو أسوأ.. لهذا أنصحك يا حمادة إنك أول ما تشوف حد مسيحى ماشى فى الشارع، كعبله، وجرّه على بيتك واربطه فى رجل السرير، وإوعى تسيبه يتحرك هنا ولَا هنا.. بكرة الدولة هتدفع لك فلوس على كل رأس!..أما عن هذا العشق الأسود من الأجهزة تجاه التيار الإسلامى رغم تكرار غدرهم، فينطبق عليه مقطع شهير لثلاثى أضواء المسرح فى إسكتش كيوبيد للبيع: «أصل الحليوة عوّدنى دايما ياخدنى قلم»!