فر أكثر من 200 ألف من أقلية الروهينجا من ديارهم منذ 25 أغسطس/آب الماضي هربا من العنف المتصاعد عقب الحملة العسكرية ضد مسلحي الروهينجا الذين هاجموا مراكز للشرطة.
ويزعم المتمردون أنهم يعملون نيابة عن أقلية الروهينجا في ميانمار، ولكن من هم؟
ينشط جيش إنقاذ روهينجا أراكان (Arsa) في ولاية راخين شمالي ميانمار حيث تعاني أقلية الروهينجا المسلمة الاضطهاد ومحرمون من الجنسية ويعتبرون مهاجرين غير شرعيين من بنغلاديش.
وكانت اشتباكات متنفرقة تقع بين الجماعات العرقية من وقت لآخر، ولكن منذ العام الماضي نمت حركة الروهينجا المسلحة. وكان جيش إنقاذ روهينجا أراكان يعرف في السابق بأسماء أخرى منها حركة اليقين، وقد قتل أكثر من 20 ضابط شرطة وأعضاء في قوات الأمن.
ففي 25 أغسطس/آب الماضي هاجم هذا الفصيل المسلح مراكز للشرطة في ولاية راخين وقتل 12 شخصا في أكبر هجوم له حتى الآن، وقد ردت قوات الأمن بهجوم مضاد.
ووصفت الحكومة جيش إنقاذ روهينجا أراكان بأنه منظمة إرهابية، وقالت إن زعماءه تلقوا تدريباتهم في الخارج. وأصدرت مجموعة الأزمات الدولية (ICG) تقريرا في 2016 قالت فيه إن هذه الجماعة تقودها عناصر من الروهينجا تعيش في السعودية. وقالت مجموعة الأزمات الدولية إن زعيمها هو عطاء الله الذي ولد في باكستان وترعرع في السعودية.
ورغم ذلك، قال متحدث باسم المجموعة لصحيفة آسيا تايمز إن هذا الفصيل ليس له علاقة بالجماعات الجهادية ووجد فقط ليقاتل دفاعاً عن شعب الروهينجا لنيل حق الاعتراف بها كمجموعة عرقية.
نوع السلاح
وتقول الحكومة إن هجوم 25 أغسطس/آب تم بالسكاكين والقنابل المصنعة محليا.
ويبدو أن أسلحتهم مصنعة بشكل رئيسي منزليا، ولكن تقرير مجموعة الأزمات أشار إلى أنهم ليسوا هواة تماما، فهناك بعض الأدلة على تلقيهم مساعدة من محاربين قدماء من مناطق نزاعات أخرى بما في ذلك من أفغانستان.
وقال المتحدث باسم مجموعة الأزمات الدولية إن هذا الفصيل بدأ تدريب الناس منذ عام 2013 ولكن كان هجومهم الأول في أكتوبر/تشرين أول عام 2016 عندما قتلوا 9 من رجال الشرطة.
الهدف
وتقول الجماعة إن هدفها: " الدفاع وإنقاذ وحماية" شعب الروهينجا ضد دولة القمع "تمشيا مع مبدأ حق الدفاع عن النفس".
ويرفض هذا الفصيل وصمه بأنه إرهابي، قائلا إنه لا يهاجم مدنيين ورغم ذلك هناك تقارير عن قتل وشاة.
وتقول مجموعة الأزمات إن أعضاء هذا الفصيل هم من شباب الروهينجا الصغار السن والغاضبين من رد فعل الدولة على أعمال الشغب التي وقعت عام 2012.
وكان العديد من الشباب قد حاولوا الهروب من المنطقة بالقوارب إلى ماليزيا حينئذ ،ولكن البحرية الماليزية اعترضتهم فعلقوا في البحر، فيما فكر آخرون في اللجوء للعنف.
لقد اندلع العنف بسبب الفقر المدقع والحرمان من الجنسية والقيود على الحركة، وجاء قمع الأمن لذلك العنف شديدا، إذ أشار تقرير للأمم المتحدة في فبراير/شباط الماضي إلى إن الجنود اتسموا بـ "الوحشية المدمرة" في ضرب واغتصاب وقتل الناس في المنطقة عقب هجوم أكتوبر/تشرين أول 2016.
وقالت مقررة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في ميانمار إن نطاق الدمار حاليا "أكبر بكثير" مما كان عليه الحال في العام الماضي.
تأثير الهجمات
أدت الهجمات على قوات الأمن إلى شن الجيش حملة قمع لا سابق لها بحجة محاربة متشددين يهاجمون المدنيين. وفر أكثر من 100 ألف من أقلية الروهينجا من قراهم عبر الحدود إلى بنغلاديش حيث امتلأت مخيمات اللاجئين عن آخرها. وقال الكثير منهم إن الجيش وبمساعدة رهبان بوذيين أزالوا قرى وقتلوا مدنيين. وقالت الحكومة إن بوذيين وهندوس هربوا أيضا من هجمات في المنطقة.
بى بى سى