تردي الأوضاع الاقتصادية يهدد بـ “ربيع" جديد في الشرق الأوسط، ومع بداية العام 2018 أخذت الاحتجاجات على تراجع الدعم الحكومي للسلع الأساسية وارتفاع أسعارها منحى أكثر جذرية في المطالبة بأسقاط الحكومات.
واندلعت شرارة الاحتجاجات بعد قرارات اقتصادية حكومية أثرت بشكل مباشر على حياة المواطنين، في أحداث تذكر بالربيع العربي عامي 2011 و2012.
إيران...احتجاجات ضد الغلاء، ودعوات لإسقاط النظام
في إيران كان ارتفاع أسعار الغذاء واستمرار دعم السلطات الإيرانية للنظام السوري والميلشيات المسلحة خارج إيران، من أبرز الأسباب التي أدت إلى اندلاع الاحتجاجات في مدينة مشهد إلى باقي المدن الإيرانية وصولا إلى العاصمة طهران.
وفي تطور يذكّر بأحداث الربيع العربي، واجهت السلطات الإيرانية الاحتجاجات السلمية بحملة قمع أدت إلى مقتل عشرات الأشخاص وإصابة واعتقال مئات آخرين.
وليس جديدا أن يوجه قادة النظام في طهران أصابع الاتهام إلى جهات خارجية بتحريك الاحتجاجات.
ثورة الخبز في السودان
مضاعفة أسعار الخبز وندرته في السودان، دفعت المواطنين إلى الخروج في احتجاجات في الخرطوم وولاية سنار ومناطق أخرى، في حين هددت المعارضة بالتصعيد إذا لم تتخذ حكومة الرئيس البشير إجراءات لمواجهة ارتفاع الأسعار.
ورفعت المطاحن سعر كيس دقيق القمح زنة 50 كلغم من 167 جنيها (23.7 دولارا) إلى 450 جنيها (64 دولارا) إثر قرار الحكومة وقف استيراد القمح، والتخلي عن هذه المهمة لصالح القطاع الخاص.
تونس من جديد
وتفاقم الغضب في الشارع التونسي مطلع هذا الأسبوع إثر ارتفاع الأسعار وكلف المعيشة في أعقاب الزيادات التي أقرها قانون المالية الجديد لعام 2018، والذي ابتدأ تطبيقه في مطلع الشهر الجاري.
تظاهر التونسيون في 10 مدن وبلدات بشمال وجنوب تونس احتجاجا على ارتفاع الأسعار وزيادة الضرائب، ومن المدن التي تظاهرت سيدي بوزيد التي انطلقت منها شرارة "الربيع العربي".
وتقول الحكومة إن هذه الزيادات طالت السلع الكمالية المستوردة ولم تمس المواد الأساسية والغذائية، على الرغم من أنها أعلنت في وقت سابق انها تشمل أسعار البنزين وبعض السلع، إلى جانب زيادة الضرائب على السيارات والاتصالات الهاتفية والإنترنت والإقامة في الفنادق.
تحركات أقل حدة في مصر ودول خليجية
ولم تخل مصر ودول خليجية من مظاهر احتجاج انتشرت على وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، بيد أنها تنذر بما هو أشد خطورة بعد سلسلة قرارات اقتصادية تسببت في رفع الأسعار وتقليل الدعم عن بعض السلع وزيادة في الضرائب.
في البحرين أعلنت السلطات الاثنين رفع أسعار البنزين في قرار لم يلق أي ترحيب من الشارع، وانتقد ناشطون رفع الأسعار واتهموا السلطات بالفساد وعدم الاكتراث بحياة المواطن.
وشهد أول أيام العام الجديد في السعودية والامارات تطبيق قرار يفرض زيادة تقدر بخمسة في المئة على الأسعار في إطار مساعي الدولتين لتنويع موارد الدخل. وشملت هذه الزيادة أسعار الوقود وفرض ضريبة القيمة المضافة على كثير من السلع والخدمات في السعودية.
ويرى المؤلف والمحلل السياسي الأميركي مارك بيري أن الوضع في السعودية قابل للتدهور بشكل سريع في خضم الواقع الراهن. ويقول في اتصال مع "موقع الحرة"، "لو سئلت قبل أسبوع فقط عن أي من الدولتين سوف تشهد تظاهرات أولا، لأجبت: السعودية".
الحرة