نشرت صحيفة "ذا صن" البريطانية، الثلاثاء، تقريرا تحدثت فيه عن مصير زعيم تنظيم الدولة، أبي بكر البغدادي، وفيما ذكرت أنه غادر قارة آسيا بالكامل، فقد رجحت تواجده في قارة أخرى لإعادة "إحياء ثروات تنظيمه".
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21" إن "البغدادي هرب من العراق بعد أن انتهى تنظيم الدولة في شمال البلاد العام الماضي"، لافتة إلى أن " البغدادي يعتقد أنه يختبئ في أفريقيا بعد تحرير شمال العراق".
ونقلت "ذا صن" عن صحيفة "العراق نيوز" باللغة الإنجليزي قولها إن "زعيم تنظيم الدولة قد هرب من العراق وهو محصن في أفريقيا حيث يأمل في إحياء ثروات تنظيمه هناك".
وتحدث سامح عيد الخبير في شؤون الجماعة الجهادية في مصر، للصحيفة البريطانية قائلا إن "البغدادي من المحتمل أن يكون في أفريقيا بعد أن فر أعضاء تنظيمه من العراق وسوريا".
من جهة أخرى، قال ناجح إبراهيم، الزعيم السابق للجماعة الإسلامية في مصر، إن البغدادي يمكن أن يكون في مكان ما مثل شمال تشاد أو المنطقة الحدودية الخالية من القانون بين الجزائر والنيجر"، بحسب الصحيفة.
وكانت صحيفة "الغارديان" البريطانية قد نقلت عن هشام الهاشمي، الباحث الذي يكتب عن تنظيم الدولة، قوله إن "البغدادي هو آخر رجل لا يزال واقفا من الأعضاء المؤسسين للتنظيم، فمن بين 43 قياديا لا يزال البغدادي الوحيد الذي لا يزال على قيد الحياة".
وأضاف الهاشمي: "من بين 79 قياديا بارزا في التنظيم لم يتبق منهم إلا 10 أحياء، أما قادة الوسط (124) فإنه تم تغيير مواقعهم وبشكل مستمر كل ستة أشهر؛ إما لأنهم قتلوا أو تم استبدالهم"، فكانت أخطاء القادة أو بعضهم أنهم تحدثوا عبر هواتف مراقبة حول لقاءات مرتقبة مع البغدادي، أو يعرفون عن تحركاته.
وتعتقد وكالات الاستخبارات في العراق وأوروبا انه منذ أكثر من 18 شهرا، كان البغدادي مقره في قرية جنوب البعاج في محافظة نينوى (مركزها الموصل) شمالي العراق.
وأكدت ثلاث وكالات استخباراتية أن البغدادي أصيب بجروح خطيرة في غارة جوية في أوائل عام 2015.
وأوضح الهاشمي أن "تنظيم الدولة عاد كما بدأ كحكومة ظل، ولا يزال يسيطر على أجزاء صغيرة من الأنبار ومنطقة نهر الفرات، ويتحرك ضمن خلايا نائمة".
ولفت إلى أنه "لا يوجد شكل قيادي له، فقد تم حله، ولم يعد القادة يعقدون اجتماعات، ولو حدث ذلك فإنهم لن يعقدوه في المكان ذاته، ولم يعودوا يرسلون رسائل شفهية لبعضهم، ويستخدمون إشارات (تلغرام) للتواصل"، مضيفا: "خفضوا قوتهم بنسبة 50 بالمئة، ولا يمكن الوصول إلى الميزانية الأصلية، ولم تعد القيادة المهمة".
وبحسب "ذا صن"، فإن الهاشمي قال إن "العديد من المقاتلين الجهاديين يشعرون بالخيانة بعد التخلي عن التسلسل الهرمي للمجموعة"، لافتا إلى أنه التقى )"مقاتل أجنبي) أبو حمزة البلجيكي، الذي يشعر بالخيانة، كما يفعل كل منهم".
وذكر الهاشمي أنه "لقد صدرت تعليمات لهم (عناصر تنظيم الدولة) بالقتال من أجل الموصل حتى وفاتهم".