رصيف 22
في زحمة المعركة التي تقودها تركيا بالتعاون مع جماعات سورية مسلحة تنتمي إلى "الجيش السوري الحر" ضد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين منذ 20 يناير، والتي لم تحقق فيها إنجازات كبيرة، نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية شهادة لمقاتل سابق في داعش يقول فيها إن تركيا تجنّد وتدرّب مقاتلين من تنظيم داعش ليشاركوا في عملية "غصن الزيتون".
وتنقل الصحيفة عن المقاتل الذي يُدعى فرج وعمره 31 عاماً ويتحدر من محافظة الحسكة السورية، في شمال شرق سوريا، أن "معظم لذين يقاتلون في عفرين ضد وحدات حماية الشعب الكردية ينتمون إلى داعش، ودرّبتهم تركيا على تغيير تكتيكاتهم الهجومية".
وقال فرج: "حاولت تركيا في بداية عملياتها العسكرية في سوريا أن تخدع الناس من خلال قولها إنها تقاتل داعش، ولكنها حالياً تدرّب عناصر في التنظيم وترسلهم إلى عفرين".
وبعد فترة من انطلاق عملية "غصن الزيتون" أشار بيان للجيش التركي إلى أنه قتل مجموعة من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية ومن مقاتلي داعش، في إطار مزاعم تركيا بأن هناك عناصر من داعش يقاتلون مع الأتراك في عفرين، وهو ما نفاه الأكراد.
وتقول "إندبندنت" إن مقاتلي داعش انضموا إلى حملة الجيش التركي والجيش السوري الحر لأنهم يقعون تحت ضغط كبير تمارسه عليهم السلطات التركية.
وبحسب وجهة النظر التركية، تتابع الصحيفة، فإن تجنيد مقاتلين من داعش يعني أنها يمكنها الاستفادة من خبراتهم العسكرية الكبيرة، كما أنها لن تواجه أي ضغط إذا قُتلوا، كونهم غير أتراك.
يؤكد فرج أنه لا يحب وحدات حماية الشعب الكردية ولكنه يظن أن تركيا تحاول التلاعب بداعش ويقول: "تركيا تتعامل معهم كمناديل حمام"، مضيفاً: "بعد أن تستخدمهم سترميهم".
وبحسب "إندبندت"، تعي تركيا أن استخدامها عناصر داعش في الهجوم على عفرين، حتى ولو سمّتهم "الجيش السوري الحر"، سيعرّضها لانتقادات دولية.
وفي هذا السياق، تنقل عن فرج أن القادة العسكريين الأتراك طلبوا من عناصر داعش تغيير تكتيكاتهم التقليدية وعدم تنفيذ عمليات انتحارية وعدم تفجير سيارات.
وقال فرج إن الأتراك طالبوا مجموعات الجيش السوري الحر التي تشارك معهم في الهجوم بعدم القيام بعمليات انتحارية وأخبرهم أحد مدربيهم: "سنترك الهجمات الانتحارية لوحدات حماية السعب ولحزب العمال الكردستاني، لكي يقتنع العالم بأنهم إرهابيون".
ومن المؤكد أن حديث فرج عن أن "أغلبية" المقاتلين في العملية التي تقوها تركيا ينتمون إلى داعش غير صحيحة، فهذه العملية تشارك فيها فصائل معارضة مسلحة سورية متحالفة مع أنقرة وتنضوي تحت لواء "الجيش السوري الحر"، وعلى رأسها لواء السلطان مراد، فرقة الحمزة، فيلق الشام، حركة نور الدين الزنكي، حركة أحرار الشام، لواء صقور الجبل، الجبهة الشامية، وجيش النصر.
ويقدّر عدد المسلحين السوريين الذين يهاجمون عفرين بـ10 آلاف مقاتل، وبالنظر إلى حجم الفصائل المشاركة، فإنه من المؤكد أن معظمهم ينتمون بالفعل إليها.
ولا يمكن الجزم بأن معلومات فرج صحيحة، مع أنها تدقّ ناقوس الخطر، وقد تكون في سياق الحرب الدعائية بين أنقرة وخصومها، أي قد تكون شبيهة بالاتهامات التركية عن قتال داعش إلى جانب الأكراد.
وفي كل الحالات، فإن المؤكد أن جزءاً كبيراً من مقاتلي المجموعات المسلحة السورية يعتنقون فكراً جهادياً وبعضهم مقرّب من تنظيم القاعدة. ونشرت "إندبندت" فيديو يظهر بضعة مقاتلين يتحلّقون حول أحدهم وهو يغنّي عن انتصارات سابقة في غروزني (الشيشان) وداغستان (شمال القوقاز) وتورا بورا (أفغانستان) وعن "عفريننا التي تنادي: مرحبا بالصابرين".