جيلسومينو ديل غويرشو/أليتيا
الفاتيكان/ أليتيا (aleteia.org/ar) لم يعد بالإمكان اليوم معرفة عدد الأخبار الخاطئة حول البابا والكنيسة. فأكثر ما يهمّ من يشارك هذه الصور ويرسلها على مواقع التواصل الاجتماعي هو لصق صورة كاذبة بالبابا واظهاره بصورةٍ خاطئة.
“المثلّث”
نتكلّم عن صورة شاركها الآلاف على مواقع التواصل الاجتماعي مثيرين حقدًا كبيرًا. ويظهر البابا في هذه الصورة مقبّلاً أيدي ثلاثة كهول من عائلة روكفيلر، روتسشيلد وكيسنجر.وبدت الصورة في المخيّلة الجماعيّة على أنّها تمثّل خضوع البابا والكنيسة للمجتمع الاقتصادي-المالي العالمي.
فروكفيلر هو مصرفي أمريكي وأحد مؤسّسي مجموعة بلدربيرغ. روتسشيلد هو وريث عائلة المصرفيّين النافذة ذات الأصول اليهوديّة-الألمانيّة. أمّا كيسنجر فهو خبير سياسي كبير موثّر في السياسة والاقتصاد الأمريكي وهو ذو أصول يهوديّة.
الزيارة إلى النصب التذكاري
لكن تعود الصورة إلى زيارة البابا إلى نصب المحرقة اليهوديّة التذكاري المدعو ياد فاشيم، خلال زيارته إلى إسرائيل في أيّار 2014، إذ قبّل هنالك رمزيًّا أيدي بعض الناجين من المحرقة اليهوديّة. وأمّا الناجين الستة الذين صافحهم البابا فهم بحسب جريدة “لا ستامبا” الإيطاليّة»: أفراهام هارشالوم، شافا شيك، جوزف غوتدينكر، موشي ها-إيليون، إليزير غرينفيلد وسونيا تونيك-غيرون.« مما يؤكّد عدم وجود أيّ من الثلاثة الكهول المصرفيّين وأصحاب النفوذ المذكورين سابقًا. وقد استمع البابا إلى كلمات هؤلاء الستة الواحد تلو الآخر.
الماسونيّون المخادعون
لكن من الذي تجنّد لنشر هذا الخبر الكاذب؟ لقد انطلق الخبر في إيطاليا من على موقع “الحقيقة” التابع لنينكو نانكو كما من موقع “غلوريا” التلفزيوني الذي وصل إلى حدّ وضع مقالته تحت عنوان: “البابا يقبّل أيدي أقوى رجالات الماسونيّة العالميّة”، ووصلوا إلى تحليل ماهيّة الماسونيّة )وجماعة المستنيرين) الذين ينتمي إليها أولئك “المصرفيّين” غير الصحيحين.
قيمة قبلة اليد
لكن هنالك من ذهب أبعد بعد إذ اعتبر موقع “ريسكوسّا كريستيانا” أنّ أي تقبيل ليد الآخر هي علامة خضوع، واعتراف بسلطة الشخص الآخر وتفوّقه على من يقبّل يده. وهو ما اعتبره الموقع مفرطًا. فدون أن يتبنّى هذا الموقع الخبر الكاذب، انتهى بتوجيه إهانة وقدح إلى جميع اليهود جاعلاً من المسيحيّة والبابا وسيلته في هذا.