صلاح الدين محسن
ملهاة اسمها : القرآن المكي و القرآن المدني
دعاة : اعتماد القرآن المكي وحده , وحذف القرآن المدني !!
المضيعون للوقت في دعوات ومساعي اصلاح ما لا يمكن اصلاحه . وهم يعلمون!
عشاق الجدل الذي لا ينتهي حول العقائد
الراغبون في مناقاشات لا تنفض .. والاستمتاع بحوارات لا تتوقف .. حول عقائد ميتة يجب دفنها . والابتعاد عن رائحتها , اتقاءً لشرور ومضار التلوث بها .
محبو المماحكات الجدلية العقائدية . والتسلّي بترهاتها وبطرائف مساخرها ومهازلها ..
من ضمن دعاوي هؤلاء , او ضمن ما يتبنونه من الدعاوي المتهافتة :
اقرار القرآن المكي , وحذف القرآن المدني !! !!
حذف القرآن المدني كيف ؟؟؟
انها دعوة علنية للتزوير - تزييف التاريخ .. وتبرئة مؤلفة من كل ما ارتُكِب بموجبه
القرآن المدني : تاريخ .. قامت علي آياته وأحكامه أحداث مسجلة في التاريخ : غزوات , وغنائم , وذبح ونهب وسلب . وأسر نساء واغتصابهن وبيعهن في سوق الجواري بدون ذنب اربتكبته تلك النساء .. وطوال قرون عديدة ولا يزال ..
هذا مدوّن في تاريخ الاسلام التي تدرسه الجامعات الاسلامية نفسها . ومدوّن في التاريخ الانساني عامة ..
فكيف نحذف القرآن المدني وحده لمنح صاحبه البراءة - والمسامح كريم ؟؟؟ هذا تاريخ يا ذوي الألباب .. !...
أي رجل قانون , وهو صاحي .. يتبني دعوة أو يدعو لمثل ذاك الكلام .!!؟؟؟ هذا أشبه بمن يأتي علي صحيفة واحد متعدد السوابق الجنائية .. ويدعو لالغائها .. واعتماد تاريخ ما قبل ارتكابه كل الجرائم التي اقترفها ..
ان جاز هذا العمل مع فرد .. فهل يجوز مع تاريخ واستراتيجية كاملة - دينية - تاريخها يمتد من العام الأول الهجري , ولا يزال شغالاً حتي اليوم ونحن في عام 1439 هجرية . عصر الدواعش - وباقي الميلشيات الاسلامية , العاملة بموجب آيات القرآن المدني - عصر الدواعش الذين لا يزالوا نشطين في سوريا وليبيا , ولا تزال لهم فلول بالعراق ؟؟؟ ولهم رُسُلُ للتفجير - والتفجير الانتحاري , والدهس بالسيارات - عبر البحار ووراء المحيطات وباتساع القارات .. ؟؟ كل هذا الرعب والارهاب العالمي , انما يدور بموجب آيات القرآن المدني .. الذي بحذفه نبريء مؤلفه من كل ما جري وما يجري . ونقدمه في ثوب جديد : قديس محب للسلام , نبي كريم ! ( هذا تزوير , وافتراء علي التاريخ ) ..
سجل حافل من الجرائم عمره 14 قرن . يريدون اخلاء سبيله وسبيل من ألفه !
القرآن لا يتجزأ طالما له تاريخ من التفعيل الذي لحق بحياة البشرية
ليس المهم أسماء من يدعون لمحو والغاء القرآن المدني , سواء كان رجل دين اسلامي سوداني .. كفّروه وقتلوه بسبب تلك الدعوة , أو ان كان رجل قانون مسيحي وصار ملحداً مشهوراً , ولا ان كان بعض من هم قرآنيي المذهب , يدعون لاصلاح شيء وهم يعلمون انه غير قابل لللاصلاح ! ..
ليس هذا هو المهم .. ولكن المهم : من الذين سيقبلون تلك الدعوة للتدليس العقائدي والتاريخي .. ؟
وأيِّ من مؤرخي التاريخ الانساني سيقبل هذا التزوير لجزء من تاريخ الانسان الممتد لأكثر من 1400 عام من الغزوات والحروب والامبراطوريات الاستعمارية الدينية .. ليتم حذفها من التاريخ الانساني ... ! ؟؟
وما معني حذف القرآن المدني وحده .. سوي: الابقاء علي الاسلام . والصلاة والسلام علي محمد وآل بيته وصحابته , وتكريم أسماء الذين شاركوه , في معارك القتل والنهب والسلب والذبح والحرق والطرد , وتعظيم من قاموا بقتل خصومه السياسيين - وإجلال من نفذوا عمليات الرجم وقطع يد السارق , وتقطيع الأيادي والأرجل من خلاف .. ؟؟؟؟
فهل هذا ما يسعي اليه دعاة حذف القرآن المدني وحده ؟؟؟؟
ان ضحايا القرآن المدني في عهد " محمد " فقط - في موقعة الخندق - الذين تم ذبحهم كما الخراف , ربما يساوي ما تسبب هتلر في قتلهم - بالنسبة لعدد السكان في عهد محمد , وعدد السكان في عهد هتلر .,.
فما القول عن ضحايا ( القرآن المدني وضحايا من ألفه ) ,, طوال 14 قرن من الزمان و( حتي اليوم - في سوريا والعراق وليبيا - ) ؟؟ فكيف نلغي القرآن المدني وتبقي علي القرآن المكي ومحمد واسم محمد أبيضاً طاهراً .. !؟
وان جاز ذلك ..
أوليس لأنصار هتلر - النازيون الالمان . الحق في معاملة النازية بالمثل !؟ .. أي حذف أقواله التي بموجبها تم حرق العالم . وقتل قرابة 80 مليون انسان .. والابقاء فقط علي أقوال له , لا خلاف علي انسيانيتها وانسانياته .. !!؟؟
وكذك ألا يحق لخلفاء كل من : هولاكو , و جنكيز خان , وتيمورلانك .. نفس الشيء .... !
لا أدري كيف نصف مثل تلك الدعوة : خبل ؟ غفلة ؟ اكثار من الشراب , أدي لهلوسة غير واعية لأبعاد ما يهذي به هؤلاء ؟؟
أصحاب الدعوة . انما يعوِّقون التنوير الحقيقي الداعي لتجفيف المستنقع وردمه .. كي ينعم العالم بالأمن والسلام , ولكي تنهض البلاد الخاضعة شعوبها لشرائع الارهاب وتعطيل الحاقهم بشريعة : مواثيق حقوق الانسان الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة !
أصحاب تلك الدعوة مستفيدون من الاستمرار في لوك لبانة ( علكة ) يريدون لمضغها ألا يتوقف ولا ينتهي ,
ويجُرّون الناس , ليستمروا في لوك تلك اللبانة - العلكة - المُرّة ... لتظل حياتهم كلها غارقة في المرارة ...
الحوار المتمدن