سامي الذيب

النص الفرنسي الأصلي لهذا المقال https://wp.me/p1gLKx-jCh

النقطة الرئيسية في البيان ضد معاداة السامية الجديدة الذي وقعته 300 شخصية في فرنسا:
"نطالب السلطات الدينية [المسلمة] إعتبار آيات القرآن التي تدعو إلى قتل ومعاقبة اليهود والمسيحيين وغير المؤمنين قد عفا عليها الزمن، كما هو الأمر مع تناقضات الكتاب المقدس ومعاداة السامية من الكاثوليك التي ألغاها مجمع الفاتيكان الثاني، حتى لا يعتمد أي مؤمن على نص مقدس لارتكاب جريمة" https://goo.gl/uZahHa

هذه النقطة تسببت في الغضب غير العقلاني للزعماء الدينيين المسلمين في فرنسا ودول أخرى.
وحسب علمي، لم تترجم أي صحيفة أو تلفزيون عربي هذا المقطع ... بينما تم ادانة البيان ضد معاداة السامية الجديدة بشدة.
أولئك الذين ينتقدون هذا البيان يعتقدون أنه لا يحق لأحد ازالة آيات من القرآن الكريم والإنجيل والتوراة. إلا أن هذا البيان لا يطلب بإزالة الآيات، ولكن فقط اعتبارها قد عفا عليها الزمن.
لا شيء في هذا الطلب يمكن اعتباره قابل للنقد، فكثير من آيات القرآن عفا عليها الزمن مثل آيات الرق وملك اليمين. أولئك الذين ينتقدون البيان يعتبرون لمس القرآن خطًا أحمرًا. وهذا الخطأ من طرف المنتقدين سوف يقود إلى تدمير المسلمين والبشرية. فالتوراة والإنجيل والقرآن مجرد كتب بشرية، وكأي كتاب يحق نقد هذه الكتب. أولئك الذين يرفضون مثل هذا النقد يفتقرون إلى التفكير النقدي ويفضلون الظلامية الدينية على نور العقل.
.
نصيحتي للموقعين على البيان وللحكومة الفرنسية

لو كان لي تقديم المشورة إلى الموقعين على هذا البيان وإلى الحكومة الفرنسية، فإنني أنصحهم بمنع تداول القرآن في شكله الحالي المخربط، الذي يمزج بين السور المكية المسالمة نوعًا ما وبين السور المدنية العنيفة والمخالفة لحقوق الإنسان، والمطالبة بطبعة للقرآن بالتسلسل التاريخي كطبعتي ووضع التنبيه التالي في بداية هذه الطبعة:
كغيره من الكتب المقدسة، يتضمن القرآن بصورة مباشرة، أو غير مباشرة من خلال سُنة النبي محمد التي يفرض على المسلمين إتباعها، نظمًا مخالفة لحقوق الإنسان المتعارف عليها في المواثيق الدولية، خاصة في الجزء المدني منه. ولِذا ندعو القراء إلى قراءته بروح ناقدة ووضعه في إطاره التاريخي، أي القرن السابع الميلادي. ومن هذه النظم المخالفة لحقوق الإنسان التي ما زالت القوانين العربية والإسلامية تنص على بعضها وتطالب الحركات الإسلامية بتطبيقها، كليًا أو جزئيًا، نذكر على سبيل المثال:

• عدم المساواة بين الرجل والمرأة في الزواج والطلاق والميراث والشهادة والعقوبات والعمل، والتحريض على العنف ضد النساء، وزواج القاصرات، وممارسة ختان الذكور والإناث على الأطفال.
• عدم المساواة بين المسلم وغير المسلم في الزواج والطلاق والميراث والشهادة والعقوبات والعمل.
• عدم الاعتراف بالحرية الدينية وخاصة حرية تغيير الدين.
• الحث على مقاتلة غير المسلمين واحتلال اراضيهم واخضاع غير المسلمين لنظام الجزية وقتل من لا يتبع الديانات السماوية.
• وصم غير المؤمن بالكُفر، وتعليم المسلمين كراهيته فيما يُعرف بمفهوم «البغض في الله» والبراء منه وطلب قتاله فيما يعرف بجهاد الطلب.
• تثبيت نظام الرق والسبي وملك اليمين من خلال كتب شرعية تدرس في الأزهر ومؤسسات دينية وجامعية اخرى، ورفض مراجعة آيات الرقيق وملك اليمين.
• النص على عقوبات وحشية مثل قتل المرتد ورجم الزاني وقطع يد السارق والصلب والجلد والقصاص (العين بالعين والسن بالسن).
• تحطيم التماثيل والصور والآلات الموسيقية ومنع الفنون الجميلة.
• تعذيب الحيوانات وقتل الكلاب المنزلية.

أود هنا أن اضع أمام أعين قرائي بعض الآيات والأحاديث النبوية (من بين كثير من الآيات والأحاديث) لأسألهم عن رأيهم فيها:
فاذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فخلوا سبيلهم (سورة التوبة 5)
يا ايها الذين امنوا انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا (سورة التوبة 28)
قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون (سورة التوبة 29)
أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله ، فمن قال : لا إله إلا الله ، عصم مني ماله ونفسه (حديث نبوي).
من بدل دينه فاقتلوه (حديث نبوي).
لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، حتى يقول الحجر وراءه اليهودي: يا مسلم، هذا يهودي ورائي فاقتله (حديث نبوي).

د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com

طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية والإيطالية للقرآن بالتسلسل التاريخي وكتابي الأخطاء اللغوية في القرآن وكتبي الأخرى: https://sami-aldeeb.com/livres-books
يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb