إلى جماعة الإخوان المسلمين: توقفوا عن ذبح الغرب بـ"الإسلاموفوبيا”.. توقفوا عن دعم الإرهاب - Articles
Latest Articles

إلى جماعة الإخوان المسلمين: توقفوا عن ذبح الغرب بـ"الإسلاموفوبيا”.. توقفوا عن دعم الإرهاب

إلى جماعة الإخوان المسلمين:  توقفوا عن ذبح الغرب بـ

سعيد شعيب -كاتب وباحث

-أرجو ان تساعدنا في وقف القتلة من أفراد عائلتك.

-ليس كل عائلتي قتلة!

-لم أقل ذلك. طلبت فقط أن تساعدنا في وقف القتلة.

-هؤلاء القتلة لا يمثلون العائلة.

-لكنهم يستخدمون أسلحة العائلة.

-أنت تعاني فوبيا من عائلتي، أنت تضطهدنا.

-لا، فقط طلبت وقف أفراد عائلتك الذين يقتلون الناس.

- أنت تكرهنا. أنت تعادينا. توقف عن انتقاد عائلتي، توقف عن إثارة الكراهية ضدنا.

من المؤسف أن هذا ما يفعله الإسلاميون في كندا والغرب. ومن المؤسف أيضًا أنهم جروا وراءهم مسلمين كثيرين، إضافة إلى نخب سياسية ووسائل إعلام. فبدلًا من السعي إلى معرفة لماذا يخرج من دينهم قتلة مجرمون ومعالجة ذلك الأمر، يركزون جهودهم في منع الضحايا من الكلام والانتقاد، ويصيحون في وجوهنا جميعًا: أنتم تعادون الإسلام والمسلمين. لديكم فوبيا .. الخ. يفعلون ذلك في كل المناسبات وضد حتى العلمانيين المسلمين، وضد المجددين الذين يحاولون مقاومة منابع الإرهاب الإسلامي.

خذ هذا المثال: مرر برلمان كندا مذكرة لـ "مكافحة الإسلاموفوبيا" في 26 تشرين الأول من عام 2016. وكان ورائها عريضة تقدم بها سامر المجذوب، رئيس المنتدى الإسلامي الكندي، وقع عليها 70000. وكان راعي العريضة في مجلس العموم النائب فرانك بايلز. كان لدى كلٍّ من مجذوب والمنتدى الإسلامي الكندي قائمة طويلة من اتصالات وتقديم الدعم لجماعات إسلامية من خلال الحصول على أموال أجنبية، بما فيها الإخوان المسلمون.

وبطبيعة الحال، كانت هناك انتهاكات فردية هنا وهناك ضد بعض المسلمين، مثل تحطيم زجاج مسجد أو الاحتكاك بمحجبة، لكن لا يوجد عنف وقتل تحول إلى ظاهرة. فالحقيقة التي يجب أن يواجه بها عموم المسلمون أنفسهم، هي أن الإرهابيين المسلمين هم الوحيدون تقريبًا الدين يقتلون على أساس ديني. من الصعب أن تجد يهوديًا أو مسيحيًا حمل سلاحه وقتل مسلمين في أعقاب الهجوم الإرهابي ضد البرلمان الكندي، أو في اعقاب الاغتيالات البشعة للصحفيين في جريدة شارل ابدو الفرنسية.

يضخم المنتدى الإسلامي الكندي ما يسمى الإسلاموفوبيا بدلًا من أن ينشغل بتجفيف منابع الإرهاب الإسلامي في وطنه كندا حتى لا يلتحق الشباب الكندي بداعش وغيرها، كما فعل الشاب المسلم الكندي الذي قبض عليه قبل أن يفجر محطة قطارات تورنتو، أو الفتاة المسلمة سلمى أشرفي. وبدلًا من المساهمة في تفكيك الأساس الديني والتاريخي للإرهاب، تكون الأولوية عند الإسلاميين في الغرب هي محاولة إدانة كل من ينتقد الإرهاب وتخويفهم، بل محاولة تكميم أفواه الضحايا والخائفين من الإرهاب الإسلامي، مستخدمين السلاح المخيف (إسلاموفوبيا).

ما خطورة اتهامك أو اتهامي بالإسلاموفوبيا؟

تعني هذه التهمة تقريبًا العداء للإسلام والمسلمين، لأنها تعني أنك قررت أن تؤذي أو تضطهد المسلمين، أي أصبحت عدوًا لهم. إذ تَعُدُّ الثقافة الإسلامية التقليدية السائدة في الغرب وفي المجتمعات الإسلامية، والتي تتبناها جماعة الإخوان المسلمين وكل التنظيمات الإسلامية الإرهابية، أن الذي يعادي الإسلام كدين إنما يعادي المسلمين كبشر. وهذا معناه عداء لله ورسوله.. فما هو واجب المسلم العادي في هذه الحالة؟ عليه أن يقتل الكافر عدو الله ورسوله وعدو الإسلام والمسلمين في الدنيا، وسيعذبهم الله في الآخرة. فهذا واجب ديني. إذا لم يستطع المسلم العادي أن يفعل ذلك الآن، فعليه أن يفعله وقتما يستطيع. وحتى يأتي الوقت الذي يستطيع، فهو قنبلة موقوتة من الكراهية والعنف.

أضف إلى ذلك أن سلاح "الإسلاموفوبيا" يهدد حياة العلمانيين والحداثيين المسلمين في كندا والولايات المتحدة الأمريكية وفي كل مكان. فهم يخشون التحدث علنًا ضد التطرف خوفًا من وصمهم بالكفر، الأمر الذي يترتب عليه احتمال قتلهم، كما يخافون من تعرض أسرهم وأطفالهم لانتهاكات لفظية أو جسدية، فهم أبناء "الكفار" وبناتهم.

تكمن المشكلة الرئيسية الأخرى في ما حدث في البرلمان الكندي هو أنه يعطي انطباعا خطأ أن جماعات مثل المنتدى الإسلامي الكندي أو جماعة الإخوان المسلمين تمثل كل المسلمين، في حين أنها لا تقدم أي دليل على أنها منتخبة أو مدعومة من أغلبية المسلمين. وعلاوة على ذلك، فإن كثيرين من الذين يدعون أنهم يمثلون كل المسلمين، مثل مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية( CAIR)، متهمون بدعم الإرهاب رغم مزاعمها من الاعتدال. فقد أعلنت الإمارات أن هذا المجلس كيان إرهابي.

ويكمن الخطر الثاني في أن الإسلاميين في كندا والغرب يتحدثون باسم كل المسلمين، ومن بينهم الإخوان المسلمين والمنتدي الإسلامي الكندى، مستخدمين جميعًا هذا السلاح حتى يخيفوا الآخرين، في حين أن في الإسلام، مثله مثل كل الأديان، مذاهب واتجاهات لا أول لها ولا آخر. ولا يحق لأحد أن يتكلم باسم الإسلام أو المسلمين، فهذا تزوير. فالمسلمون الذين يتجاوز عددهم المليار في العالم، وعدة ملايين في كندا، لم يعطوا تفويضًا لأحد في أن ينوب عنهم للتحدث باسمهم. وليس لله جل علاه ه وكلاء على الأرض. فلم ينتخب مثلًا المسلمون في كندا، وأنا منهم، المنتدى الإسلامي الكندي أو غيره. ولم ينتخب المسلمون في الولايات المتحدة الأمريكية (كير) حتى تتحدث باسمهم. وفي المملكة المتحدة، كشفت إحصائية أن حوالي 2% فقط من المسلمين يشعرون بأن المجلس الإسلامي في بريطانيا يمثلهم.

وأنا أقترح على الإسلاميين وعلى رأسهم الإخوان المسلمين أن يتوقفوا عن الصراخ بالإسلاموفوبيا، وما يستتبعه من زرع الكراهية، وأن يستمعوا جيدًا إلى انتقاد دينهم وانتقاد تاريخ الخلافة التي يسمونها إسلامية، حتى يستطيعوا تفكيك الأساس الديني للإرهاب ونشر نسخة انسانية من الإسلام. أدعوهم إلى التوقف عن قمع المرعوبين من الإرهاب وترهيبهم، بمن فيهم مسلمون. وأنا مسلم ومرعوب من الإرهاب. أدعوهم إلى غلق منابع الإرهاب الإسلامي في مدارسهم ومساجدهم، بدلًا من ملاحقة ضحاياه، وملاحقة من يحاول مواجهة هذه المنابع، بمن فيهم العلمانيون المسلمون. أدعوهم إلى التوقف عن تقديم الدعم غير المباشر للإرهاب.

هم يعرفون تمامًا أن داعش تعتمد على نصوص وأحاديث وتاريخ الخلافة الإسلامية (أسميها خلافة قريش "قبيلة النبي محمد صلي الله عليه وسلم) التي تحولت إلى جزء من الدين.. كل هذا يعرفه الإسلاميون، مثل المنتدى الإسلامي الكندي ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية. يعرفون أن التنظيمات الإرهابية الإسلامية تستند إليها مباشرة وتنفذها حرفيًا. وآمل أن يكون دورهم الأساسي تقديم تفسير إسلامي انساني جديد ونشره من شأنه أن يوقف العمل بكل ذلك، أي أن ينزع السلاح الديني من الإرهابيين، بدلًا من أن يحاربوا لمنع الضحايا المحتملين من الصراخ.

إذا لم يفعلوا ذلك، فهم من دون شك يدعمون الإرهاب.

Related

Share

Rating

2.20 ( 5 reviews)

Post a Comment

Category
Author
More Options
  • Recent
  • Popular
  • Tag
Tags