عُرف السياسيون بألقابٍ عدّةٍ في وطننا العربي، وتنافسوا في نيلها، لما تُزيد من شعبيتهم وسلطتهم في آنٍ واحدٍ.
ينقسم أصحاب السُلطة الملقبون إلى ثلاثِ فئات بحسب ما كتبه الباحث والأديب فؤاد صالح السيد في "معجم ألقاب السياسيين في التاريخ العربي والإسلامي": الذين عُرفوا بألقابهم واشتهروا بها دون أن يُعرفوا بأسمائهم الحقيقية (بدوي الجبل والحاكم بأمر الله الفاطمي)، الذين عُرفوا بألقابهم واشتهروا بها مضافةً إلى أسمائهم الحقيقية (سعود الكبير والحارث الأكبر)، والذين عرفوا بألقابهم كما عرفوا بأسمائهم الحقيقية (شيخ العراق أو الملّهب بن أبي صفرة وفتى قريش أو مصعب بن الزُبير).
"منهم من اختار لقبه بنفسه، ومنهم من فُرض عليه فرضاً من الذين هم أعلى منه منصباً" يقول السيد في كتابه، مُتجاهلاً احتمالية إطلاق "لقب" من قبل الشعب.
نهاية القرن الـ20، كما اليوم أيضاً، تُطلق الألقاب من قبل الشعوب التي إمّا تؤلّه وتمجّد حكامها بأكثر الصفات "إجلالاً"، أو أكثرها "سُخريةً"، وكل حاكم "وحظّه".
ما يزيد سيطرةَ الشعوب على الألقاب، وجودُ مواقع التواصل الاجتماعي التي سهّلت عمليةَ إطلاق لقبٍ ما بكبسة زرٍّ و"هاشتاغ" (وسم)، كما سهّلت تداولَ اللقب وانتشارَه، بكبسة زرٍّ أُخرى أيضاً.
إليكم أبرزُ ألقاب الحُكّام العرب:
الملك سلمان بن عبد العزيز - سلمان الحزم
لُقّب ملك السعودية بسلمان الحزم، بعد أن شهد حكمُه تغيراتٍ وأحداثَ عدة في المنطقة، أبرزها إعلانه "عاصفة الحزم" (مارس 2015) و"إعادة الأمل" لمواجهة سيطرة الحوثيين في اليمن، بهدف إعادة استقرارها.
الرئيس الحبيب بورقيبة - المُجاهد الأكبر
أول رئيسٍ لتونس، انتهى حكمه عام 1987 عندما أطاح به رئيس الوزراء آنذاك زين العابدين بن علي بشهادةٍ طبية تفيد انعدامَ قدرته العقلية والبدنية على الحكم، إذ فُرضت عليه إقامةٌ جبرية، حتى توفي عام 2000 عن عمر ناهز الـ96 عاماً، لذلك لُقّب بـ المجاهد الأكبر. حمل أيضاً لقبَين إضافيين هما باني تونس الحديثة ومُنقذ الأُمة.
جمال عبدالناصر - الزعيم الخالد
اختار الشعبُ المصري عدة ألقاب للرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي بحسب قولهم "استغنى عن لقب رئيس"، فلقّبوه بالزعيم، إضافةً إلى مسميَّاتٍ أخرى تصف حبَّهم لوطنيته منها "حبيب الملايين وناصر".
الأمير تميم بن حمد آل ثاني - تميم العزم
لُقّب أمير قطر بـ"تميم العزم" من قِبَل شعبه، كما زادت ألقابه على خلفية أزمة بلاده مع الدول الـ4 المقاطعة لها، منها "تميم المجد" و"تميم العز".
الشيخ حمدان بن محمد بن راشد - فزاع
اختار ولي عهد إمارة دبي "فزاع" لقبه بنفسه، ويعني باللهجة الإماراتية الشخص الذي يبادر بمساعدة الآخرين ومساندتهم، إذ يقول "(فزاع) يمثل هويتي وشخصيتي الشعرية، ولعلي أستطيع من خلال أشعاري وقصائدي أن أُدخل الفرح إلى قلوب الناس، وأن أسهم - ولو بشكلٍ بسيط - في التخفيف من معاناتهم".
الرئيس بشار الأسد - الأسد للأبد
يُستخدم شعار "الأسد للأبد" الذي لُقب به الرئيس السوري، من قبل فئتين، العاشقة له، والأُخرى التي تريد رؤية سوريا لا أسد للأبد فيها.
الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - زايد الخير
لُقّب رئيس دولة الإمارات الراحل بـ"زايد الخير"، لاعتقاد شعبه أن الحاضر الذي يعيشونه اليوم، هو ثمرة إنجازاته، علماً أن عام 2018 يحمل اسم "عام زايد" في الإمارات، احتفاءً بالذكرى المئوية لميلاده.
الأمير محمد بن سلمان - صانع الأمجاد
رغم تسلمه منصب ولي عهد السعودية منذ ما يقارب سنةً وأربعةَ أشهرٍ، إلا أنه استطاع حصد ألقابٍ عدة أبرزها "صانع المجد" لما شهدته المملكة من تغيراتٍ جذرية، منها قيادة المرأة في السعودية.
الملك محمد السادس - أمير المؤمنين
يحمل ملوك المغرب لقب "أمير المؤمنين" إذ تم تكريس اللقب في جميع دساتير المغرب التي تنصّ على أن من واجب ملك البلاد القيام بواجباته الدينية حسب الشريعة الإسلامية. أما الملك محمد السادس، أضاف للّقب أن "ملك المغرب هو أمير المؤمنين.. المؤمنين بجميع الديانات".
صدام حسين - المهيب الركن
"المهيب الركن"، هكذا وُصف الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، بعد أن حكم العراق من عام 1979 حتى 2003 وخاض حروباً ضد إيران والكويت. "المهيب الركن" رتبةٌ عسكرية في العراق تعادلُ المشير أو الفيلد مارشال.
ياسر عرفات - أسد الجبارين
لُقب الرئيس الفلسطيني السابق بـ"أسد الجبارين" بعد أن أسس مع مجموعة من أصدقائه حركة فتح، وأنشأ منظمة التحرير الفلسطينية.
أنور السادات - الرئيس المؤمن
لُقب الرئيس الراحل أنور السادات بـ"الرئيس المؤمن" لأنه كان شديدَ التعلق بالله والإيمان به، بحسب ما قاله شقيقه اللواء محمد السادات، الذي كشف أن "الرئيس المؤمن" كان يدخل في حالة خشوعٍ عميقة أثناء تأديته الصلاة، كما كان يختم القرآن الكريم ثلاث مرات في شهر رمضان، حتى بعد توليه منصب رئاسة الجمهورية. لُقب أيضاً بـ"بطل الحرب والسلام"، بعدما قاد حرب 6 أكتوبر 1973 لاسترداد الأرض المحتلة من العدو الإسرائيلي.
معمر القذافي - ملك ملوك أفريقيا
العقيد، الزعيم الليبي، قائد ثورة الفاتح من سبتمبر العظيم، إمام المسلمين وعميد الحكام العرب. كُلها ألقابٌ حملها الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي خلال حكمه، أهمها ملك ملوك أفريقيا، مع ذلك قُتل عام 2011، ولم يُستدلَّ على قبره حتى اللحظة.
كشعوبٍ عربية، لا نكتفي بإطلاق ألقابٍ لنمجدَ حُكَّامنا، بل نصْدِرُ بين الحين والآخر "أغنيةً" غزلية تروي إنجازاتِهم، حتى أصبحنا دونَ وعي، نرددها في أعيادنا واحتفالاتنا ونعتبرها "أغانٍ تراثية".
رصيف 22