محمد يسري:
تُعتبر فترة الحملات الصليبية على المشرق الإسلامي، والتي امتدت على مدار القرنين السادس والسابع الهجريين، من الفترات التاريخية الحرجة التي تعرّضت فيها "الأمة الإسلامية" بمختلف طوائفها وفرقها لتحدٍّ حقيقي ومحنة شديدة.
وإذا ما استثنينا الشيعة الزيدية، لعدم وجود حقيقي لهم في الرقعة المكانية التي استهدفها الصليبيون، فإن ثلاث طوائف شيعية أخرى هي الاثناعشرية والإسماعيلية والإسماعيلية-النزارية (الحشيشية) تواجدت في بلاد العراق والشام ومصر.
اصطدمت هذه الطوائف بشكل مباشر بالهجمات الصليبية، فتفاعلت معها وانبنت على ذلك تغيّرات في مجرى العلاقة بين هذه الجماعات الشيعية وبين السنّة.
خريطة التشيّع في المنطقة قُبيل قدوم الحملات الصليبية
مع بداية النصف الثاني من القرن الثاني الهجري، بدأ الشيعة في الانتشار في معظم البلاد والأقاليم الإسلامية. ومع مرور الوقت، أضحت الجماعات والطوائف الشيعية إحدى المكوّنات الرئيسة في اللوحة الفسيفسائية الكبرى، والتي عبّرت عن التنوّع المذهبي في تاريخ الإسلام.
وإذا رجعنا إلى العقد الأخير من القرن الحادي عشر الميلادي، وهو التوقيت الذي بدأت فيه الحملات الصليبية الأولى ضد المسلمين في الأناضول وبلاد الشام، لوجدنا أن الشيعة كانوا ينتشرون في عدة بلدان وأقاليم تأثرت بشكل مباشر بالغزو الصليبي.
كانت بلاد الشام مقسمة إلى عدد من الإمارات الصغيرة التي اعتاد ملوكها على التصارع مع بعضهم البعض، وكان انتشار مذهب عقائدي معيّن مرهوناً بالنفوذ السياسي للأمراء.
في حلب، أهم مدن شمال الشام، كان الحمدانيون قد هيئوا الأوضاع لانتشار التشيّع. يذكر ابن العديم في كتابه "زبدة الطلب في تاريخ حلب": "كان سيف الدولة الحمداني يتشيع، فغلب على أهل حلب التشيع لذلك".
وظل نفوذ الشيعة الإمامية في شمال الشام قائماً بعد سقوط الدولة الحمدانية عام 392هـ/ 1002م، وكان السبب في ذلك أن الأسرة المرداسية التي خلفت الحمدانيين في حكم حلب، كانت هي الأخرى إمامية اثنا عشرية.
وعام 463هـ/ 1071م، وأمام الهجمة السلجوقية الشرسة على بلاد الشام، اضطر محمود بن صالح بن مرداس إلى إعلان ولائه للدولة العباسية، حسبما يذكر ابن الأثير في كتابه "الكامل في التاريخ". ولكن رغم ذلك، بقي الحضور الشيعي قائماً ومؤثراً في حلب.
طرابلس هي الأخرى كانت تحكمها أسرة شيعية إمامية عريقة، وهي أسرة بني عمار، الأمر الذي أتاح الفرصة لانتشار التشيع الإمامي فيها وفي المدن القريبة منها مثل جبيل.
بشكل عام، تتضمّن المشاهدات التي دوّنها الرحالة المسلمون الذين مرّوا ببلاد الشام في القرنين الخامس والسادس الهجريين، مثل المقدسي في كتابه "أحسن التقاسيم"، وابن جبير في رحلته، ما يفيد بأن الشيعة مثّلوا الأغلبية السكانية في عموم هذه البلاد في زمن الحروب الصليبية، وخصوصاً في مدن دمشق، طبرية، نابلس، صور، حمص، وجبل عامل.
في مصر، كان الفاطميون، وهم من الشيعة الإسماعيلية، يحكمون دولة شاسعة، ولكنهم رغم ذلك لم يتمكنوا من تحويل الشعب المصري إلى مذهبهم العقائدي، فظلوا يعيشون في عاصمتهم القاهرة، كنخبة أرستقراطية حاكمة معزولة عن باقي الشعب السنّي.
وبرغم وجود بعض حالات الاضطهاد الذي مارسته السلطة الفاطمية ضد بعض علماء السنّة، إلا أن التسامح ظل هو السمة الغالبة على دولتهم "فقد كانوا يتألفون أهل السنة والجماعة ويمكنونهم من إظهار شعائرهم على اختلاف مذاهبهم"، كما يذكر القلقشندي في كتابه "صبح الأعشا في صناعة الإنشا".
وعام 487هـ/ 1094م، وقبل ما يقرب من العامين فقط من وصول أول حملة صليبية إلى بلاد الشام، توفى الخليفة الفاطمي الثامن المستنصر بالله، وتنازع ولديه أحمد (المستعلي) ونزار على السلطة، وحظي الأول بدعم الوزير الأفضل شاهنشاه، فهرب نزار إلى الإسكندرية، ثم قُتل بعد ذلك في ظروف غامضة كما يذكر برنارد لويس في كتابه "الحشاشون: فرقة ثورية في تاريخ الإسلام".
تلك الأحداث السياسية المتلاحقة أسفرت في ما بعد عن وقوع تغيّرات جوهرية في المذهب الشيعي الإسماعيلي، إذ قام الداعية الإسماعيلي الحسن بن الصباح بالدعوة إلى إمامة أبناء نزار في إيران، وعُرف أتباعه باسم النزاريين أو الحشيشية، وسرعان ما نشروا دعوتهم في سوريا، وتمكنوا من السيطرة على بعض القلاع القوية هناك، وأهمهما قلعة مصياف بالقرب من مدينة حماة.
ابن الخشاب... فقيه شيعي مُعمم قاد جيشاً سنّياً في سرمدا
يؤكد محمد مختار الشنقيطي في كتابه "أثر الحروب الصليبية على العلاقات السنّية الشيعية"، أن هناك عدداً من الأسباب التي تضافرت مع بعضها البعض، لخلق حالة من حالات التفاهم والتعاون بين السنة والشيعة الإمامية في بلاد الشام إبان فترة الحروب الصليبية.
من تلك الأسباب أن معظم السنّة في الشام كانوا من الأشاعرة الذين ينظرون بتسامح إلى الشيعة، بالإضافة إلى أن الشيعة الإمامية أنفسهم في تلك الفترة لم يكونوا يعتنقون أية أفكار سياسية، وكانوا يؤمنون بضرورة انتظار المهدي الغائب، وهو ما مهد لقبولهم بفكرة النضال مع السنّة، تحت راية واحدة، ضد العدو الصليبي.
يوجد مثالان في منتهى الأهمية للدلالة على التعاون السني-الشيعي ضد الصليبيين: المثال الأول في طرابلس، أما الثاني ففي حلب.
تعرّضت إمارة بني عمار الشيعية في طرابلس لهجوم الحملة الصليبية الأولى بعد إسقاط بيت المقدس. وعام 495هـ/1102م، فرض ريمون دي سان جيل، وهو أحد قادة الفرنجة الذين شاركوا في الحملة الصليبية الأولى، حصاراً طويلاً على طرابلس، ما أجبر فخر الملك ابن عمار على طلب المساعدة من جيرانه السنّة في دمشق وحلب، واستطاعت الجيوش الموحدة كسر الحصار الصليبي على أسوار المدينة، حسبما يذكر ابن الأثير.
ولكن عام 497هـ/ 1104م، ومع تكرار الحصار الصليبي على طرابلس، طلب ابن عمار المساعدة من الأمير التركي السنّي سقمان القطبي، صاحب قلعة كيفا الواقعة على نهر دجلة في جنوب شرق تركيا، واستجاب الأخير للنداء وتحرك بجيشه لإنقاذ طرابلس، ولكنه توفى في طريقه إليها، فرجع جيشه.
أجبرت الظروف العصيبة التي تعرّضت لها طرابلس ابن عمار على القيام بخطوة جديدة، وهي السفر بنفسه إلى عاصمة السنّة، بغداد، حيث التقى بكل من الخليفة العباسي والسلطان السلجوقي، وطلب منهما المساعدة ضد الصليبيين.
ورغم الود والترحاب اللذين قوبل بهما ابن عمار، إلا أن الاثنين كانا منشغلين بالأوضاع الداخلية في دولتهما، فنتج عن ذلك عدم تقديمهما أية مساعدة حقيقية للإمارة الشيعية المُحاصرة، والتي سقطت بيد الصليبيين عام 502هـ/ 1109م، لتصبح الإمارة الصليبية الرابعة في المشرق الإسلامي بعد كل من أنطاكية والرها الواقعتين في جنوب تركيا، وبيت المقدس.
النموذج الثاني شهدته حلب، والتي كان صاحبها السلجوقي رضوان بن تتش، قد اعتاد على استرضاء جيرانه من صليبيي أنطاكية والرها بالأموال والهدايا.
فعام 507هـ/ 1113م، توفى رضوان وعانت حلب من الفوضى السياسية، إذ تتابع عدد من أخوة رضوان على عرش حلب، وانشغلوا في قتال بعضهم البعض، واستغل الصليبيون هذه الفرصة لحصارها. ووسط تلك الظروف العصيبة ظهرت شخصية الفقيه الشيعي الإمامي أبو الفضل بن الخشاب، وكان صاحب تأثير كبير على طبقة عريضة من أهل المدينة.
يذكر ابن العديم أن ابن الخشاب تجاوز الخلافات المذهبية، وسارع في إرسال وفد إلى أمير ماردين السنّي نجم الدين إيليغازي، صاحب دولة الأراتقة التركمان، والتي حكمت من عاصمتها في مدينة ماردين الواقعة جنوب شرق الأناضول مساحات واسعة من جنوب تركيا وشمال سوريا، وطلب منه المساعدة عارضاً عليه حكم حلب.
استجاب إيليغازي لدعوة الفقيه الشيعي المُعمم، وتحركت قواته صوب المدينة، لتتحالف مع قوات ابن الخشاب، وخاض المسلمون، سنة وشيعة، معركة سرمدا عام 513هـ/ 1119م، وهي التي تسميها المراجع الأوروبية بمعركة حقل الدم.
ابن الخشاب لعب دوراً في غاية الأهمية خلال تلك المعركة، حسبما يذكر ابن العديم في كتابه، فقد "أقبل القاضي أبو الفضل بن الخشاب، يحرّض الناس على القتال، وهو راكب على حمار وبيده رمح، فرآه بعض العسكر فازدراه، وقال: إنما جئنا من بلادنا تبعاً لهذا المعمم! فأقبل على الناس، وخطبهم خطبة بليغة استنهض فيها عزائمهم واسترهف هممهم بين الصفين، فأبكى الناس وعظم في عينهم".
انتهت تلك المعركة بانتصار المسلمين، فكانت سرمدا هي المعركة الكبيرة الأولى التي يُهزم فيها الصليبيون في بلاد الشام.
وعام 518هـ/ 1125م، عاود ابن الخشاب ممارسة جهوده الفعالة لتوحيد الصف الإسلامي، بعدما حاصر ملك بيت المقدس بلدوين الثاني حلب، واشتد الأمر بالناس حتى أكلوا الكلاب والميتات، بحسب ابن الأثير.
في تلك الظروف الحرجة، أرسل ابن الخشاب إلى أمير الموصل السني أق سنقر البرسقي، وكان أحد كبار القادة السلاجقة في ذلك الوقت، ليستحثه على نجدة حلب، فتحرك أمير الموصل بجيشه ودخل حلب كاسراً الحصار عليها، واستقبله ابن الخشاب والشيعة الإمامية مرحبين، وكان ذلك الاستقبال فاتحة لفترة جديدة، تولت فيها حلب عبء جهاد الصليبيين، وذلك عندما قاد عماد الدين زنكي، ابن أق سنقر، حركة النضال ضد الصليبيين أي أن البداية الحقيقية للجهاد الإسلامي السنّي ضد الصليبيين تمت بسبب دعوة شيعية إمامية بالأساس.
الفاطميون... من التعاون مع الصليبيين إلى التحالف مع السنّة
اختلف رد فعل الفاطميين على التحركات الصليبية في الأناضول وبلاد الشام، وبالتالي اختلف موقفهم من التعامل مع القوى السنّية المجاورة لهم.
مع بدايات الحملة الصليبية الأولى، اعتقد الفاطميون أن الصليبيين سيكتفون بضرب السلاجقة، ومن ثم اعتبروهم حلفاء عسكريين ضد أعدائهم التقليديين، ويؤكد على ذلك ما أورده المؤرخ الفرنجي ويليام الصوري، في تاريخه، عندما ذكر أن حكام القاهرة أرسلوا لقادة الحملة الصليبية الأولى وفداً رفيع المستوى محملاً بالهدايا والتحف، أثناء الحصار الصليبي لمدينة أنطاكية.
لكن تلك النظرة سرعان ما تغيّرت بعدما اندفع الصليبيون لغزو بيت المقدس، إذ تيقن حكام مصر من عداء الصليبيين لهم، فأعدوا العدة لقتالهم، وحاربوهم في معارك عدّة تباينت نتائجها، بحسب ابن الأثير.
إدراك الفاطميين للتفوق العسكري الصليبي، دفعهم إلى عقد تحالفات مع جيرانهم السنّة. يذكر ابن القلانسي في كتابه "المذيل في تاريخ دمشق"، على سبيل المثال، أن الفاطميين أرسلوا أساطيلهم للدفاع عن مدن صيدا وصور وعسقلان وطرابلس، كما تحالفوا مع الأمير السلجوقي ظاهر الدين طغتكين، أمير دمشق السني، وخاض الطرفان عام 498هـ/ 1105م معركة مشتركة ضد الصليبيين، في منطقة واقعة بين عسقلان ويافا، ولكن المعركة انتهت بهزيمة المسلمين وعودتهم إلى بلادهم.
وفي نهايات الدولة الفاطمية، ازداد الاعتماد على الجيران الشاميين من أهل السنة، فأثناء الصراع على منصب الوزارة بين شاور بن مجير السعدي وضرغام بن عامر بن سوار اللخمي، وكانا من أقوى أمراء الدولة الفاطمية في النصف الأول من القرن السادس الهجري، سارع الأول مؤيداً من الخليفة الفاطمي العاضد، بطلب المساعدة من نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي، حاكم حلب، وقدّم له عرضاً مغرياً يتضمن أن يكون لنور الدين "ثلث دخل البلاد (أي مصر) بعد إقطاعات العساكر، ويكون أسد الدين شيركوه (قائد جند نور الدين) مقيماً بعساكره في مصر، وأن يتصرف شاور بأمر نور الدين واختياره"، بحسب ابن الأثير.
ولما خالف شاور هذا الاتفاق ورجع جيش نور الدين محمود إلى الشام، وخاف الخليفة العاضد من دخول الصليبيين لمصر، أرسل إلى نور الدين مستغيثاً إياه، وأرسل له بضعة خصلات من شعر بناته لاستنهاضه للدفاع عن مصر، بحسب ابن العديم.
وسرعان ما عيّن العاضد أسد الدين شيركوه وزيراً له، ولم يلتفت إلى الخلاف المذهبي، بل قام بعد وفاة شيركوه بتعيين ابن أخيه صلاح الدين يوسف في منصب الوزارة، واستمر صلاح الدين منصبه حتى أسقط الدولة الفاطمية عام 569هـ/ 1174م.
النزارية... من اغتيال القادة المسلمين إلى اغتيال قادة الصليبيين
مثّل النزاريون رقماً صعباً في معادلة العلاقات السنية الشيعية إبان فترة الحملات الصليبية، فرغم أنهم كانوا أقل الطوائف الشيعية عدداً في تلك المرحلة التاريخية، إلا أنهم كانوا من أكثرها تأثيراً وخطورة.
استغل نزاريو سوريا الفوضى الضاربة في بلاد الشام، عبر التحالف مع حاكم حلب رضوان بن تتش. يذكر ابن العديم: "ظهر مذهبهم في حلب في أيامه (أي رضوان)، وكاتبه الملوك في أمرهم، فلم يلتفت ولم يرجع عنهم".
العلاقة الوطيدة بين النزاريين ورضوان انبنت على أساس المنفعة المتبادلة، بغض النظر عن الخلاف المذهبي، فرضوان استغل النزاريين في قتل أعدائه، بينما تمكن النزاريون من استغلال الحرية التي منحها لهم رضوان في نشر دعوتهم في شمال الشام.
في تلك المرحلة المبكرة من الحملات الصليبية، اغتالت خناجر الحشاشين مجموعة من القادة المسلمين المهمين، وبدا وكأن جميع جهودهم تصب في مصلحة الجانب الصليبي، وتتعارض مع أهداف الفصيل الإسلامي المجاهد.
ظل هذا التوجه قائماً حتى وقع حصار صلاح الدين الأيوبي لحلب، حين طلب مجموعة من الأمراء المعادين لصلاح الدين من زعيم النزارية في سوريا رشيد الدين سنان قتل صلاح الدين، وبالفعل جرت أكثر من محاولة لقتله، ولكن صلاح الدين نجا منها جميعاً، ورد عليها بحصار بعض قلاع النزاريين وتخريبها. وعندما حاصر قلعة مصياف، أرسل له رشيد الدين سنان طالباً الصلح والأمان، فتم الاتفاق على التصالح بين الطرفين، بحسب ابن الأثير.
يُعَدّ هذا الصلح بمثابة نقطة التحوّل الرئيسة والأكثر أهمية في تاريخ العلاقات النزارية-السنّية، زمن الحروب الصليبية. فالحشاشون منذ ذلك الوقت صاروا سلاحاً بيد الأيوبيين. يذكر ابن الأثير أن صلاح الدين طلب من سنان عام 588هـ/ 1163م، أن يغتال اثنين من ألد أعدائه، وهما ريتشارد قلب الأسد ملك إنكلترا، وكونراد دي مونتفرات أمير مدينة صور، وبينما فشل الحشاشون في قتل الأول، نجحوا في اغتيال الثاني.
لم يكتفِ الأيوبيون بعدم التعرّض لقلاع الحشيشية في سوريا، بل أرسلوا الجيوش للدفاع عنها أيضاً. فعام 610هـ/ 1213م، أرسل الملك العادل جيشاً كبيراً لإنقاذ بعض قلاعهم، عندما حاصرها جيش أنطاكية الصليبي، حسبما يذكر الذهبي في كتابه "تاريخ الإسلام".
واستمرت دولة المماليك التي أسقطت حكم الأيوبيين في المحافظة على العلاقات المتينة مع نزاريي سوريا. يذكر عز الدين بن شداد، في كتابه "تاريخ الملك الظاهر"، أن السلطان المملوكي الظاهر بيبرس "كان يبعثهم (أي الحشاشين) لقتل مَن عاداه وناوأه، ممن بعد وقرب". ومن الأمثلة على ذلك قتلهم لفيليب دي مونتفرات حاكم مدينة صور عام 667هـ/ 1269م، بطلب من بيبرس.
واستمر الحشاشون يلعبون نفس الدور حتى نهاية الوجود الصليبي في بلاد الشام، فوصفهم الرحالة ابن بطوطة في رحلته بأنهم "سهام الملك الناصر (محمد بن قلاوون)، بهم يصيب مَن يعدو عنه من أعدائه بالعراق وغيرها"
رصيف 22