معهد “بيو” الأمريكي: إسرائيل بين إيران وأفغانستان من حيث الحرية الدينية - Articles
Latest Articles

معهد “بيو” الأمريكي: إسرائيل بين إيران وأفغانستان من حيث الحرية الدينية

معهد “بيو” الأمريكي: إسرائيل بين إيران وأفغانستان من حيث الحرية الدينية

نُشر في الولايات المتحدة تقرير عن “الدين في الحياة العامة”، يفحص الإكراه الديني والقيود على حرية الدين في العالم كله. في بعض من مقاييس التقرير، تأتي إسرائيل في جوار غير لطيف، في مكان ما بين إيران وأفغانستان. فهل باتت إيران هنا إذن؟ ليس حقاً. يبني التقرير مقاييس “جافة” تنطبق على الدول المختلفة بشكل مشابه، وهكذا يتوصل إلى هذه النتيجة الشوهاء. ومن جهة ثانية، في إسرائيل عدد من القيود على حرية الدين، وعليه فمن الصعب رفض التقرير بسبب منهجيته غير الدقيقة.

معهد “بيو”، الذي يبدو أنه الجدي من نوعه في الولايات المتحدة، عمل على مدى السنين على جمع المعطيات عن التيارات الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية والديمغرافية في العالم. في العقد الأخير، يعنى أيضاً بتوسع في حرية الدين، في الشكل الذي تقيد فيه الحكومات حرية الدين لأبناء الأديان الأقلية وكذا في العداء الديني بين الطوائف الدينية في الدولة. والتقرير الأخير يجد أن عدداً متزايداً من الدول تفرض المزيد فالمزيد من القيود على حرية الدين.

المفاجئ والمقلق من ناحيتنا هو أنه في بعض المقاييس، تجد إسرائيل نفسها على رأس المسيرة. هكذا في مقياس الدول التي تقيد حرية الدين بالقوانين، تأتي إسرائيل في المستوى الثاني الأعلى، وبين قطر وسلطنة عمان في مقياس العداء الديني النشط بين الطوائف، توجد إسرائيل في قمة التصنيف بين أفغانستان واليمن؛ في مقياس التوتر الديني تقع إسرائيل، بلا شرف، بين العراق ونيجيريا، وقبل سوريا بقليل.

لا حاجة لأن يكون المرء باحثاً أو خبيراً كي يفهم بأن واضعي التقرير يفوتون شيئاً ما. يكفي النظر إلى التلفزيون أو موقع إخباري عالمي كي نرى صوراً من مسيرات الفخار في أرجاء إسرائيل، أمام إعدامات الزوجات الخائنات أو اللوطيين في إيران والسعودية وأفغانستان.

إذن، هل يمكن إلغاء التقرير كـ”هراء” أمريكي آخر، والذهاب للاستلقاء بين المتشمسين والمتشمسات على شاطئ البحر؟ ليس مؤكداً. أولاً، يوجد وجه شبه بين دول إسلامية وإسرائيل. الإسلام مع اليهودية دين شامل. بخلاف المسيحية، فإن هذين الدينين يتطلعان لترتيب المجال العامّ كله، وليس الحياة الشخصية للمؤمنين. ولهذا ففي الدول الإسلامية، مثلما في إسرائيل، تتطلع محافل دينية أو الدولة، حين تكون دينية مثل السعودية، إلى ترتيب شؤونها وفقاً للشريعة.

ثانياً، في سجل القوانين لدولة إسرائيل يوجد بالفعل عدد من القوانين التي تقيد حرية الدين، أي تفرض قوانين دينية على عموم السكان. أبرزها هو نظام الزواج والطلاق. في إسرائيل 2019، حتى لو كنت ملحداً تاماً، لا يمكنك أن تتزوج أو تتطلق إلا حسب الشريعة. وذلك إلى جانب القوانين التي تقيد حرية الحركة مثل القيد على المواصلات العامة في السبت، أو تفرض معايير دينية مثل منع بيع الخبز المخمر وقانون لحم الخنزير.

إذن، هل نحن في أوروبا أم أننا انغمسنا في الشرق الأوسط؟ الصورة التي يعرضها التقرير شوهاء، والصورة الحقيقية أكثر تركيباً. إسرائيل يهودية وديمقراطية. وبصفتها هذه، فإنها بالفعل تعترف بالقيم اليهودية، بل وتعطيها مكانة قانونية. والجدال على الطابع اليهودي للدولة متواصل منذ قيامها، وهو في قلب الخطاب في الانتخابات القادمة. إلى جانب ذلك، إسرائيل دولة حرة، الأغلبية المطلقة من المواطنين يعيشون حياتهم دون إكراه معظم الوقت، وانطلاقاً من إمكانيات اختيار عديدة.

بقلم: شوكي فريدمان

 إسرائيل اليوم 28/7/2019

ترجمة القدس العربي

Related

Share

Rating

0 ( 0 reviews)

Post a Comment

Category
Author
More Options
  • Recent
  • Popular
  • Tag
Tags