«الإندبندنت»: ترامب يحيط نفسه بالإنجيليين لتأثيرهم على المجتمع الأمريكي - Articles
Latest Articles

«الإندبندنت»: ترامب يحيط نفسه بالإنجيليين لتأثيرهم على المجتمع الأمريكي

«الإندبندنت»: ترامب يحيط نفسه بالإنجيليين لتأثيرهم على المجتمع الأمريكي

لندن – «القدس العربي»: نشرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية تقريراً يقول إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يحيط نفسه بقساوسة مسيحيين يمدحونه بشكل مستمر، ويصر بعضهم على أنه «مسيحي مؤمن» إلا أن معدي التقرير يشيرون إلى أن الرئيس قلـيلاً ما يظهر تدينه.

ويذكر التقرير أنه في أيلول/سبتمبر عام 2016، قام ترامب بجمع مجموعة من القساوسة الانجيليين، كان قد اجتهد لاكتساب دعمهم، لمناقشة المعتقدات السياسية التي تجمعهم. وقال القس روبرت جفريس، الذي يدير كنيسة «ميغا»، في إحدى خطبه أنه عندما حضر أحد اجتماعات ترامب مع القساوسة، نظر جفريس إلى برنامج النقاش وبدأ بالتطرق إلى الموضوع الأول، فقام ترامب بمقاطعته قائلاً: «ألا تظن أنه يجب أن نصلي أولاً؟».
ويشير إلى أنه قام ترامب، خلال رئاسته، بإحاطة نفسه بمجموعة من القادة الإنجيليين الذين يمدحونه على سياساته المحافظة، ودعمه للكيان الإسرائيلي. ويقوم ترامب بدعوتهم على الدوام للصلاة وللاستماع إلى كلامهم حول الإيمان والدين. وأشار التقرير إلى أنه قليلاً ما يظهر ترامب تدينه، علماً أنه سخر من تدين رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، وهي كاثوليكية، والنائب ميت رومني المنتمي لطائفة المورمون. كما أنه قليلاً ما يحضر للصلاة، رغم أنه يعلن انتماءه للكنيسة المشيخية.
ويقول ترامب إن الإنجيل كتابه المفضل، رغم رفضه تحديد نص معين يحمل معنى خاصاً له، كما أنه ردد في مناسبات عدة أنه لا يطلب المغفرة من الله، الأمر الذي يعتبره المسيحيون من أسس الإيمان. وأشار التقرير إلى أن المسيحيين يضعون أهمية كبيرة لمسألة اثبات الإيمان عبر الإفصحاح عن «لحظة اهتداء»، وأنه غالباً ما يقوم المؤمنون بعد هذه اللحظة بتبني طقوس دينية معينة كالحضور إلى الكنيسة، أو الصلاة، أو قراءة الانجيل، إلا أنه لا يوجد اي دليل، من خلال لقاءات ترامب مع قادة دينيين، بأن الرئيس يمارس أي طقوس دينية بشكل مستمر.
ويقول الكاتب الانجيلي، ستيفن مانسفيلد، الذي ألف كتباً حول إيمان رؤساء سابقين، إن أي شخص يقول «لا أطلب المغفرة» لم يولد من جديد. في المقابل يصر عدد من القساوسة الانجيليين على أن ترامب مسيحي. ويقول القس فرانكلن غراهام الذي يعمل مستشاراً دينياً في البيت الأبيض: «أعتقد أنه لا يوجد شك في أنه مؤمن». وأكد غراهام أن ترامب اختبر فعلاً «لحظة اهتداء» إلا أنه لا يعلم تفاصيلها.
ويذكر أنه عندما تسلم ترامب الحكم، عيّن مجلساً استشارياً للدين مؤلفاً من مستشارين انجيليين كلياً بدل تعيين مجلس مؤلف من كاثوليكي، بروتستانتي، يهودي، ومسلم، وممثلين عن باقي الأديان. وقال جوني مور، الرئيس غير الرسمي للمجلس الاستشاري إن ترامب يتحدث مع المستشارين مرات عدة في الأسبوع. وقال: «أنا متأكد من أنه مسيحي ولد من جديد (…) أرى ذلك في أفعاله في المجال العام والخاص».
وقال عدد من مستشاري الرئيس إن ترامب لا يتطرق للدين كثيراً في حديثه معهم، وإنهم لا يعلمون آراءه حول الله. ويقول توني شوارتز، المؤلف الشريك لكتاب ترامب «فن الصفقة» والذي قضى أوقاتاً طويلة مع الرئيس في ثمانينيات القرن الماضي، إن «فكرة ترامب عن الدين هي نورمان فنسنت بيل وجمع المال». وتابع: «لم أسمعه يوماً يذكر الله ولا الدين». وبيل هو قس ومؤلف كتاب «قوة التفكير الإيجابي» ويذكر ترامب أن كتابه ساعده في التعامل مع الإفلاس وتخطيه.
وتشير الصحيفة إلى أن المستشارين، بمن فيهم نائبه، حثوه على التوقف عن استخدام كلمة «اللعنة»، إذ تعد مسيئة بشكل خاص لدى بعض المسيحيين، وقد انزعج البعض جراء استخدام ترامب للألفاظ النابية في المكتب البيضاوي. ويقول التقرير: يبدو أن معظم علاقات ترامب الحالية مع القساوسة الإنجيليين قد تطورت فقط عندما فكر في الترشح للرئاسة، وإنه غيّر بعض معتقداته في السنوات الأخيرة، بما في ذلك تحوله لمعارضة الإجهاض. ويقول العديد من القساوسة، إلى جانب مسؤولين سابقين في البيت الأبيض، إنهم لم يروا ترامب قط يصلي أمام الآخرين. وبدلاً من ذلك، يطلب ترامب بانتظام من نائبه مايك بنس أو أحد أعضاء حكومته الإنجيليين أن يصلي. ويفيد هؤلاء المساعدون أن ترامب لا يستشهد بالله بانتظام عند اتخاذ قراراته، وأنهم «لم يروه أبداً يفتح الكتاب المقدس».
وما يدعم فكرة استغلال ترامب للدين، خاصة للإنجيليين الذين يملكون تأثيراً كبيراً على المجتمع الأمريكي المحافظ، هو تغييره موقفه حول قضايا اجتماعية مفصلية في الثقافة الأمريكية، كالإجهاض، إذ كان ترامب، الشهر الماضي، أول رئيس أمريكي يشارك في مسيرة دينية ضد الإجهاض. وقال أحد المشاركين إن ترامب «أعاد الدين إلى موقع محوري، وهو أمر عظيم للبلاد»، واصفاً ترامب بأنه «أكثر الرؤساء تديناً».
وعند تطرقه لتبرير النائب ميت رومني تصويته لصالح عزل الرئيس خلال محاكمته في الكونغرس، بأن معتقداته الدينية هي التي دفعته إلى اتخاذ هذا القرار، قال ترامب إنه لا يحب الذين يستخدمون معتقداتهم الدينية تبريراً لما يقومون به من «أفعال خاطئة». وفي إشارة إلى قول بيلوسي إنها تصلي من أجل ترامب، قال الرئيس: «كما إني لا أحب الذين يقولون إنهم يصلون من أجلك ويعلمون أن ذلك ليس صحيحاً».

القدس العربي

Related

Share

Rating

0 ( 0 reviews)

Post a Comment

Category
Author
More Options
  • Recent
  • Popular
  • Tag
Tags