رصدت الأجهزة الاستخباراتية الأوروبية تصاعد استخدام “الجماعات المتطرفة” لخطاب التطرف على شبكة الإنترنت بالتوازي مع استمرار عملياتها الإرهابية. وكما تحتاج الدول الأوروبية إلى التعاون بين الحكومات والسلطات المختلفة في الدول الأعضاء، تحتاج أيضاً إلى التعاون مع شركات الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، لمواجهة نشر الفكر المتطرف ومحتوى الإرهاب.
الإنترنت وسيلة اتصال بين عناصر التنظيمات المتطرف
أشارت دراسة لمؤسسة “أماديو أنطونيو” إلى عوامل تزيد من التطرف اليمينى على الإنترنيت منها القدرة على إنشاء دردشات المجموعة مع (200) ألف مستخدم على خدمة “تيليغرام ماسنجر”. غير أن تطبيق “واتساب” يحدد عدد المستخدمين في مجموعة الدردشة بـ (256) شخصاً على الأكثر. ويسمح تطبيق “تيلغرام” أيضاَ للمستخدم بالعثور على مستخدمين آخرين. يمكن أن توفر كلتا الميزتين منصة كبيرة لنشر المحتوى المتطرف. تشير الدراسة إلى أن المتطرفين على “إنستغرام” قد بدأوا في نشر أيديولوجيتهم عبرهاشتاغات شعبية. وإنشاء منصاتهم الخاصة على الإنترنت وفقا لـ”DW” فى 3 مايو 2020.
تمكن تنظيم داعش وفقا لـ”العربية” فى 22 أبريل 2020 مجددا من توظيف أدوات الإعلام من تصوير وإخراج فني لمقاطع فيديو جديدة وبمدة زمنية قليلة حتى يسهل تحميلها. كما كثف التنظيم في أخباره على استهداف على جمهور المناطق التي طردت منها عناصره في العراق وسوريا، وتضمين رسائل بأبعاد عالمية، بما يتوافق مع أهداف وأفكار التنظيم. كما يؤكد تقرير للمخابرات الألمانية أن ( 12.700 )يميني متطرف “يميلون إلى العنف”. وتواصلهم يحصل أكثر من ذي قبل عبر الانترنيت. وفقاً لـ”DW” في 21 فبراير 2020 .
مخاطر الدعاية المتطرفة للجماعات المتطرفة على الإنترنيت
التجنيد والاستقطاب: اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” وفقا لـ”روسيا اليوم” فى 9 مايو 2020 أن الإرهابيين والنازيين الجدد يكثفون تجنيد الأنصار، وبث التطرف في المجتمعات باستخدام الإنترنت، وهذا يثير قلق العالم بأسره. وأضاف غوتيريش:”إنهم حكيمون وذوو دراية جيدة بالتكنولوجيا، مثل أي مراهق حديث”.وفي الوقت نفسه، كشف الأمين العام للأمم المتحدة أن الجماعات المتطرفة والإرهابية تنشر مقاطع فيديو على أحدث المنصات والتطبيقات المصممة في الغالب لإغراء الشباب. وأوضح غوتيريش: “رسائلهم مشبعة بوعود كاذبة بالمجد والتحريض الحقيقي، وهي تستهدف أكثر شرائح المجتمع ضعفا”.
بث العنف والكراهية: أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية إن منظمة يطلق عليها ” كيلوميناتيم- جنود على درب الله” نشاطها الرئيسي هو تنظيم تحركات علنية لدعوات للكراهية والعنف”، وأن المجموعة استخدمت الإنترنت والتسجيلات المصورة التي تعج بمحتوى يعكس “طبيعة تآمرية ومعادية وللدفاع عن الإرهاب” وفقا لـ”سكاى نيوز عربية” فى 26 فبراير 2020.
خلق مجتمع افتراضي موازى: تتبع الجماعات اليمينية المتطرفة استراتيجياتٍ في تجنيد أتباعها عبر الإنترنيت. فتقوم بتسجيل بيانات المتقدمين لها عبر تطبيقاتٍ مُخصصة. ثم تفحص معلوماتهم وتطابقها مع الملف الشخصي للمتقدم. وتقوم بعمل استبيان عن الأيدولوجية الفكرية والسياسية والتوجه الديني والعقائدي للمتقدم. وإجراء مقابلات مباشرة مع المتقدمين إليها عبر وسائط الفيديو. فمثلا قامت مجموعة من النازيين الجُدد بطلب نشر صورة لمعصم يد إحدى المتقدمين إليها مع شعار المجموعة وكتابة تاريخ اليوم لإثبات أنه أبيض اللون وأنه قام بنفسه بكتابة التاريخ على يده وفقا لـ”مرصد الأزهر فى 27 يناير 2020 .
إجراءات محاربة التطرف على الإنترنيت – مكافحة الإرهاب
تقنيات جديدة : أظهرت وثيقة الاتحاد الأوروبي وفقا لـ”سبوتنيك” فى 21 مايو 2020 أن المنظمين في الاتحاد الأوروبي يسعون للحصول على تعليقات من المستخدمين ومقدمي الخدمات الرقمية قبل صياغة تلك القواعد.ويسعى القانون الجديد إلى تحديد ما اذا كانت جميع المنصات على الإنترنت أو فقط تلك المعرضة لخطر التعرض للأنشطة غير القانونية يجب أن تكون أكثر استباقية لإزالة المحتوى الغير القانوني.
التعاون مع محركات الانترنيت: أقر النواب الفرنسيون وفقا لـ”فرانس24″ فى 14 مايو 2020 قانونا يهدف إلى محاربة خطاب الكراهية على شبكة الإنترنت، ويلزم القانون منصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث بإزالة أي محتوى يحرض على الكراهية، العنف، العنصرية، والتعصب الديني في غضون 24 ساعة، تحت طائلة التعرض لغرامة تصل إلى (1,25) مليون يورو.
اعتزمت ألمانيا إقرار قانون جديد من المتوقع أن يكلف تنفيذه أكثر من (20) يورو سنويا. وبموجب القانون تلتزم المواقع الإلكترونية، مثل فيسبوك ويوتيوب وإنستغرام، بإبلاغ المكتب الاتحادي للتحقيقات الجنائية عن منشورات بعينها فور نشرها، وهو ما ينطبق، على سبيل المثال، على الدعاية النازية والتحضير لجريمة إرهابية وفقا لـ”DW” فى 19 فبراير 2020.
احترام خصوصية البيانات الشخصية: تدير شرطة مكافحة الإرهاب فى المملكة المتحدة قاعدة بيانات سرية تحوي معلومات تفصيلية عن آلاف الأفراد، في إطار برنامج وقائي لمحاربة الأفكار المتطرفة ويمكن لجميع أفراد الشرطة فى المملكة المتحدة الدخول إلى هذه القاعدة، وبإمكان مسؤولي وزارة الداخلية طلب الحصول على بيانات منها. وتقول “غريسي برادلي” مديرة شؤون السياسات لدى “ليبرتي”: “لا تتعلق قاعدة البيانات السرية تلك بالحفاظ على أمننا، وإنما تسعى للسيطرة على الأفراد، خصوصاً أبناء الأقليات والنشطاء السياسيين” وفقا لـصحيفة الشرق الأوسط فى 8أكتوبر 2019.
نشر التوعية على الإنترنت : تحاول شركات التكنولوجيا تكييف أنظمتها للتصدي للمحتوى الجهادي بحيث تتمكن من البحث عن المحتوى اليميني المتطرف، حيث أعلنت فيسبوك عن فرض قيود جديدة على البث الحي عبر منابرها. وأدخلت يوتيوب تغييرات قيد التطبيق في يناير 2019 في الأنظمة التي تستخدمها لحث المستخدمين على مشاهدة قنوات معينة، مضيفة أن هذه التحسينات حدّت من انتشار المحتويات المتطرفة بنسبة (50 %) وفقا لـ “BBC” فى 15يوليو 2019.
إجراءات مكافحة الإرهاب على الإنترنت -مكافحة الإرهاب
تمكن الاتحاد الأوروبي من حذف نحو( 26 ) لف حساب ومنصة إلكترونية تابعة للتنظيم على مواقع الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي وفقاً لـ “الشرق الأوسط” في 2 فبراير 2020 . وكشفت وثائق وفقالـ”سكاى نيوز عربية” فى 22 يناير 2020 أن القيادة الأميركية “اخترقت بنجاح نطاق المعلومات لتنظيم داعش” وحدت من جهوده الإلكترونية لإقناع أفراد بالتطرف وتجنيدهم.وتقدم الوثائق التي نشرها أرشيف الأمن القومي في جامعة جورج واشنطن، نظرة مفصلة على “عملية السيمفونية المتوهجة”، أول عملية اختراق إلكتروني تعترف بها وزارة الدفاع.
علمت “الإندبندنت” فى11 يناير 2020 أنّ بريطانيا أصبحت في آخر مراحل تأسيس قوة أمنية هدفها شنّ حرب إلكترونية هجومية ضدّ التنظيمات الإرهابية ، وذلك بسبب سرعة انتشار الدعاية المتطرفة، وتكون القوة الإلكترونية الوطنية، بإدارة وزارة الدفاع ومكتب الإتصالات الحكومية البريطانية. ويتم استثمار حوالي (76) مليون جنيه استرليني في القوّة خلال سنتها الأولى.
يقول “ميرو ديتريتش” الذي أشرف على دراسة لمحتوى الوسائط الاجتماعية المتطرفة، إن هناك : “شبكة من المحتوى على الإنترنت تخاطب المجموعات المستهدفة المختلفة وتجذبهم إلى عالم بديل (متطرف)”. إن هؤلاء النشطاء سارعوا بتجربة منصات جديدة على الإنترنت واعتمادها، وكذلك إنتاج مردود مادي، على سبيل المثال من خلال إعلانات “يوتيوب”، والتبرع، وحملات التمويل الجماعي. ويجادل بأن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يتواصلون بشكل متزايد مع بعضهم البعض على شبكات “Dark social”، والتي يصعب مراقبتها.1
ويقول “آدم هادلي” من مجموعة “التكنولوجيا ضد الإرهاب ( Tech Against Terrorism)” “جزء كبير من الخطاب الذي يروجه اليمين المتطرف يتمحور حول الرقابة، ولذلك يمكن لك أن تعزز هذا الخطاب اذا قمت بمنع أو حظر حسابات الجماعات اليمينية المتطرفة وبذا تقوم من حيث لا تدري بتعزيز ذات الظاهرة التي تحاول التصدي لها”. وفقا لـ “BBC” فى 15يوليو 2019.
رابط مخنصر …https://www.europarabct.com/?p=69220
* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات
الهوامش
داعش يستنجد بإعلامه وهذا جمهوره المستهدف! … العربية
https://bit.ly/2ZhIDAY
غوتيريش: الإرهابيون والنازيون الجدد يكثفون تجنيد الأنصار وبث الكراهية عبر الإنترنت … روسيا اليوم
https://bit.ly/2Ayidk7
فرنسا تحل منظمة يقودها مغني راب.. والإرهاب هو السبب . سكاى نيوز عربية
https://bit.ly/2zKiJex
التطرف على الإنترنت وسبل مكافحته… مرصد الأزهر
https://bit.ly/2ZfGYvV
ألمانيا: أكثر من عشرين مليون يورو تكلفة تنفيذ قانون مكافحة الكراهية …DW
https://bit.ly/2yiKmeq
البرلمان الفرنسي يصادق على قانون تجريم خطاب الكراهية على الإنترنت … فرانس24
https://bit.ly/2X3y6GY
بريطانيا: قاعدة بيانات سرية لمكافحة الإرهاب تثير مخاوف … الشرق الأوسط
https://bit.ly/36bVPc1
وثائق سرية تكشف اختراق واشنطن لدعاية داعش الإلكترونية … سكاى نيوز عربية
https://bit.ly/2Tm9JmW
بريطانيا شبه جاهزة لإطلاق قوة خاصة بالهجمات الإلكترونية … الإندبندنت
https://bit.ly/2ZinQ0q
الاتحاد الأوروبي يخطط لوضع قوانين تقنية جديدة صارمة … سبوتنيك
https://bit.ly/36pFtgi
كيف يعزز الإنترنت التطرف اليميني؟ … DW
https://bit.ly/3cLpNWL
التهديد المتنامي لليمين المتطرف عبر الانترنت …BBC
https://bbc.in/2LBvUkC