رصيف22:
بعد حرق القرآن وركله في مدينة مالمو السويدية في فعالية مناهضة للإسلام، شهدت العاصمة النرويجية أوسلو فعلاً مماثلاً إذ مزّقت إحدى المشاركات في تظاهرة مناهِضة للإسلام أيضاً صفحات القرآن وبصقت عليها ورمت به أرضاً. وقالت أثناء قيامها بهذا: "انظروا كيف سأُدنّس القرآن".
تنتمي السيدة النرويجية إلى حركة "أوقفوا أسلمة النرويج" (SIAN) التي تظاهرت ضمن أسوار حديدية أقامها أفراد من الشرطة النرويجية أمام مقر البرلمان للفصل بينهم وبين المتظاهرين المناهضين لهم.
وكانت المجموعة المناهضة لحركة "أوقفوا أسلمة النرويج" تقرع الطبول وتهتف: "لا عنصريون في شوارعنا".
وكانت التظاهرة بين الطرفين "سلمية" إلى أن بدأت حركة "أوقفوا أسلمة النرويج" (المنظِّمة للتظاهرة) بالإساءة إلى نبي الإسلام محمد وتمزيق صفحات القرآن والبصق عليها ورميها أرضاً.
وأغضبت أفعال حركة SIAN المناهضين للتظاهرة الذين حاول بعضهم عبور السياج الحديدي بالقوة، وهو ما دفع بالشرطة النرويجية إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل لإيقاف محاولات التسلق. وأدت الصدامات إلى القبض على 29 شخصاً وانتهت التظاهرة قبل الوقت المحدد لها.
وكانت السويد قد شهدت صدامات عنيفة في مدينة مالمو عقب حرق نسخة من المصحف وركله بين أنصار اليمين المتطرف في فعالية مناهضة للإسلام، برغم محاولة السلطات السويدية تفادي الأزمة بمنع زعيم حزب دنماركي يميني قومي معروف بأعماله الاستفزازية ضد المسلمين من دخول البلاد لتنظيم تظاهرة.
تركيا وباكستان تدينان عدم احترام القرآن
أدانت باكستان وتركيا ما شهدته مالمو السويدية وأوسلو النرويجية إذ أعربت الأولى في بيان عبر حساب وزارة الشؤون الخارجية على تويتر أن "باكستان تدين بشدة حوادث تدنيس القرآن الكريم الأخيرة في مالمو وأوسلو".
ولفتت إلى أن "ظهور مثل هذه الأحداث المُعادية للإسلام يتعارض مع روح أي دين"، مضيفةً: "لا يمكن لحرية التعبير أن تبرر الكراهية الدينية".
وختمت: "ضمان احترام المعتقدات الدينية مسؤولية جماعية وهو أمر بالغ الأهمية للسلام العالمي والازدهار".
في سياق متصل، قالت وزارة الخارجية التركية إن "تركيا تدين بشدة العمل غير المحترم ضد القرآن الكريم، وحذرت من أن مثل هذه الأعمال لا يستهدف المسلمين فحسب، بل حكم القانون والديمقراطية".
وأضافت: "بقايا النازيين هؤلاء يتسللون إلى المجتمعات التي يعيشون فيها مثل الفيروسات ويؤذونها".
وأشارت إلى أنه لا يمكن محاربة هذه العقلية إلا باستبعاد السياسيين الذين ينشرون مثل هذه الأيديولوجية، قائلة إنه من الخطأ "اعتبار العنصرية والكراهية ضد المسلمين حرية تعبير".
كذلك استنكر وزير العدل التركي، عبد الحميد غل، الإساءة إلى القرآن في النرويج والسويد، لافتاً إلى أن "الإساءة إلى القرآن في أوروبا نتاج العقلية نفسها التي نفّذت الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا، في آذار/مارس 2019".
وشدد على ضرورة تفعيل العدالة والقانون ضد ظاهرة العداء للإسلام التي قال إنها "متفشيّة في أوروبا"، لافتاًإلى أن "السبيل الوحيد لخروج الإنسانية من أزمة الضمير التي جُرّت إليها، هو مراعاة حقوق الإنسان والعدالة".
الجالية المسلمة في أوسلو
للمفارقة، يعدّ اسم محمد "أكثر الأسماء شيوعاً" في أوسلو مُنذ عام 2008 وفقاً لتقرير أصدره مكتب الإحصاء النرويجي.
تعليقاً على هذا، يقول الخبير النرويجي المُختص في شؤون الإحصاء، يورغن أورغن، إن 30.4% من سكان النرويج مهاجرون، ويبلغ عددهم نحو 190 ألفاً، موضحاً أن إطلاق اسم محمد على المواليد الجُدد مُنذ عام 2008 يعكس تزايد الجالية المُسلمة في العاصمة إذ تُظهر الإحصاءات أن نسبة المسلمين فيها وصلت إلى 8.7% عام 2018.
ويشكّل المُهاجرون الباكستانيون والصوماليون والعراقيون والمغاربة الجزء الأكبر من الجالية المسلمة في أوسلو.