محمد يسري:
على الرغم من انتشار المسيحية على نطاق واسع في شبه الجزيرة العربية عشية الدعوة المحمدية في مكة، مع بدايات القرن السابع ميلادي، يحيط الغموض بأصل كلمة "نصرانية" - وهو الوصف الذي أطلقه القرآن على المسيحية- إذ ذهبت بعض الآراء إلى أن أصولها سريانية، وذهبت آراء أخرى إلى أن أصولها عبرانية، ويعتقد باحثون أن لها علاقة ببلدة الناصرة التي نُسب إليها المسيح، وذلك حسب ما ورد في كتاب "المسيحية في الجزيرة العربية قبل الإسلام" للباحث العراقي الدكتور جواد علي.
الباحث في تاريخ العلاقة بين المسلمين الأوائل والمسيحيين، سيلاحظ أن تلك العلاقة مرّت بالكثير من المحطات والمنعطفات المهمة، وأنها شهدت تبايناً واختلافاً واضحين في الكثير من التفاصيل المتعلقة بها، إذ طُبعت بالهدوء والتسامح أحياناً، وغلب عليها النهج التنافسي المنبثق من تلبّسها بالمجال السياسي، في أحيان أخرى.
المسيحية في بلاد العرب قبل الإسلام
من المعروف أن المسيحية انتشرت بين الكثير من القبائل العربية القاطنة على حدود شبه الجزيرة العربية وتخومها، ومنها قبيلة تغلب، والغساسنة في بلاد الشام، والمناذرة في الحيرة والعراق. وكان من أحد أسباب انتشار النصرانية في بلاد العرب هروب الكثير من القساوسة والرهبان إليها فراراً من تسلط الأباطرة والولاة الرومان، وذلك حسب ما يذكر الأب لويس شيخو اليسوعي في كتابه "النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية".
منطقة نجران، والتي تقع بالقرب من اليمن، كانت "أهم موطن للنصرانية في اليمن، ولعلها الموطن الوحيد الذي رسخت هذه الديانة فيه في البلاد"، بحسب جواد علي في كتابه "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام".
وارتبطت نجران في الذاكرة العربية بالمذابح التي تعرض لها سكانها من المسيحيين على يد الملك الحميري اليهودي يوسف أسار يثار، وهو نفسه الذي تسميه المصادر المسيحية والإسلامية بذي نواس.
بقايا كنيسة أو كعبة أبرهة الحبشي في صنعاء القديمة.
من أهم الدلائل على عظمة نجران الدينية وأهميتها الطقوسية في شبه الجزيرة العربية، ما ذكره ياقوت الحموي في كتابه "معجم البلدان"، عندما تكلم عن كعبة نجران التي كانت واحدة من أشهر الهياكل الدينية في جزيرة العرب قبل الإسلام، والتي اعتادت بعض القبائل في اليمن والبحرين الحجّ إليها.
أيضاً، وردت بعض الأخبار التي تشير إلى أن المسيحية قد عُرفت في مكة نفسها منذ فترة مبكرة، فبحسب ما يذكر أبو الفرج الأصفهاني في كتابه "الأغاني"، فإن عبد المسيح بن باقية، وهو سادس ملوك جرهم، نشر المسيحية في قومه، وكانت مكة في عهده، مركزاً لأسقفية ذائعة الصيت في بلاد العرب.
كعبة نجران
ما يتفق مع تلك الرؤية أن الرسول عندما دخل مكة فاتحاً في العام الثامن من الهجرة، أمر بطمس صور المعبودات الوثنية التي كانت موجودة داخل الكعبة، إلا صورتي المسيح وأمه، وذلك حسب ما يذكر أبو الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد الأزرقي في كتابه "أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار".
بحيرا، وورقة بن نوفل، وعداس الراهب
يمكن أن نلاحظ حضوراً مهماً لثلاث شخصيات نصرانية مؤثرة ارتبطت بشكل أو بآخر بإرهاصات الدعوة المحمدية و بدايتها المبكرة في مكة.
الأول هو راهب بُصرى، المعروف باسم بحيرا أو جرجيس، والذي تمت الإشارة إليه في سياق بعض الروايات التي ذكرت أن أبا طالب اصطحب النبي في التاسعة من عمره، في رحلته التجارية إلى بلاد الشام، فلما وصلت القافلة إلى بُصرى –وهي ناحية من نواحي الشام- خرج الراهب بحيرا لاستقبالهما، وعرف أن الرسول هو النبي الموعود الذي بشرت به الكتب المقدسة، "فأكرمهم بالضيافة، وسأل أبا طالب أن يردّه –يقصد النبي- ولا يقدم به إلى الشام خوفاً عليه من الروم واليهود، فبعثه عمه مع بعض غلمانه إلى مكة"، كما ورد في سيرة ابن هشام.
المصادر الإسلامية تحدثت عن رسائل عدة وجهها الرسول إلى ملوك مسيحيين داخل شبه الجزيرة وخارجها، بعد صلح الحديبية مع قريش في العام السادس للهجرة... جولة على محطات السلم والعداوة في علاقة المسلمين بالمسيحيين منذ بدء الدعوة المحمدية حتى نهاية العهد النبوي
الثاني هو ورقة بن نوفل، ابن عم خديجة بنت خويلد، الزوجة الأولى للرسول. ورقة كان من بين العرب الذين رفضوا عبادة الأوثان واعتنقوا المسيحية، فقد قيل إنه "تنصر وقرأ الكتب، وسمع من أهل التوراة والإنجيل"، واستدعته خديجة ليسمع من الرسول بعدما تنزل عليه الوحي في غار حراء، فبشره بالنبوة، وأخبره أنه هو النبي أحمد الذي ذكرته الكتب المقدسة.
راهب بُصرى
وعلى الرغم من أهمية الدور الذي لعبه بن نوفل في تلك المرحلة، إلا أن المصادر لم تذكره كثيراً بعدها، بل أشارت بشكل سريع إلى إسلامه وإيمانه، وأن الرسول رآه "في الجنة عليه ثياب خضر".
المسيحي الثالث الذي قابله الرسول في الفترة المكية كان عداس الراهب، وهو غلام كان يعمل عند شيبة بن ربيعة، وقد لاقاه الرسول في الطائف عندما خرج إليها ليدعو ساداتها إلى الإسلام في العام العاشر من البعثة النبوية.
بحسب القصة المشهورة التي ذكرها ابن الأثير، في كتابه "أُسد الغابة في معرفة الصحابة"، فإن النبي لمّا تعرّض للإرهاق والتعب في الطائف، استند إلى جدار ليأخذ قسطاً من الراحة، فرآه كل من عتبة وشيبة ابني ربيعة، فأمرا غلامهما عداس أن يذهب إليه بعنب ليأكله، فلما وصل عداس للرسول وأعطاه العنب، دارت بينهما محادثة قصيرة، قال فيها عداس إنه نصراني من نينوى، فذكر الرسول أنها أرض النبي يونس بن متى، وأنه نبي مرسل من عند الله، فانكب عداس على يدي الرسول وقدميه ليقبلهما.
اللافت هنا أن العديد من رجال الدين المسيحي القدامى والمستشرقين المعاصرين زعموا أن للأشخاص الثلاثة دور محوري في تشكيل الدين الإسلامي، وأن الرسول تلقى عنهم الروايات والقصص وأضافها في ما بعد للقرآن؛ وهو الزعم الذي رفضه الكثير من الباحثين المعاصرين، ومنهم على سبيل المثال تيودور نولدكه الذي حاجج بقُصر فترات لقاء الرسول بالرجال الثلاثة، وهو الأمر الذي لم يكن ليتيح له أي فرصة للنقل عنهم.
الهجرة إلى الحبشة
لم يمر وقت طويل على بدء الدعوة المحمدية، حتى وقع الاتصال بين المسلمين الأوائل من جهة، وبعض الممالك المسيحية الواقعة خارج شبه الجزيرة العربية، من جهة أخرى.
في العام الخامس من البعثة النبوية، هاجر ما يقرب من مائة رجل مسلم برفقة زوجاتهم وأبنائهم إلى الحبشة، بعدما لاقوا الكثير من صنوف التعذيب من قبل سادات قريش وكبارها.
بحسب ما يذكر ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية"، فإن الرسول هو الذي دعا أصحابه إلى الهجرة، عندما مدح ملكها -وهو الذي سمته المصادر الإسلامية بأصحمة النجاشي- فكان مما قاله لهم: "لو خرجتم إلى أرض الحبشة؟ فإن بها ملكاً لا يُظلم عنده أحد، وهي أرض صدق حتى يجعل الله لكم فرجاً مما أنتم فيه".
تتفق المصادر الإسلامية في التأكيد على المعاملة الحسنة التي لاقاها المسلمون في أرض الحبشة، كما تتحدث تلك المصادر عن دفاع النجاشي عن المسلمين لما حاولت قريش أن تؤلّبه عليهم، من خلال وشايات سفيريها، عمرو بن العاص وعبد الله بن ربيعة.
الملاحظة المهمة في هذا السياق أن المسلمين المهاجرين، والذين مكثوا في أرض الحبشة لما يقرب من الأربعة عشر عاماً، كانوا قد تأثروا كثيراً بالعادات والتقاليد التي مارسها المجتمع الحبشي المسيحي، وهو ما أسهم في تحوّل بعضهم إلى العقيدة المسيحية، ولعل أشهرهم كان عُبيد الله بن جحش.
الملاحظة الثانية أن المصادر الإسلامية أكدت على إسلام النجاشي، وأنه آمن بدعوة الرسول، وإن أبقى إسلامه سراً لتيقنه من معارضة البطاركة والأساقفة في مملكته. من هنا، نجد بعض الرسائل التي قيل إن النجاشي بعث بها للرسول في فترة متأخرة، ومنها على سبيل المثال "سلام عليك يا نبي الله... لا إله إلا هو الذي هداني إلى الإسلام... فأشهد أنك رسول الله صادقاً ومصدقاً، وقد بايعتك وبايعت ابن عمك وأسلمت على يديه لله رب العالمين"، بحسب ما يذكر الطبري في تاريخه.
الاعتقاد بإسلام النجاشي ومجموعة من أصحابه من أهل الحبشة، ترددت أصداؤه في بعض الآيات القرآنية، ومنها الآية رقم 82 من "سورة المائدة": "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ"، والتي تحدث الطبري عن ظروف نزولها في تفسيره بقوله: "هذه الآية والتي بعدها نـزلت في نفرٍ قدِموا على رسول الله من نصارى الحبشة، فلما سمعوا القرآن أسلموا واتبعوا رسول الله...".
وفي السياق نفسه، تحدثت بعض المدونات الحديثية عن إسلام النجاشي، فعلى سبيل المثال، نقل كل من البخاري ومسلم في صحيحيهما عن الرسول قوله لأصحابه حينما وصلته أخبار وفاة النجاشي في السنة التاسعة من الهجرة "مَاتَ الْيَوْمَ رَجُلٌ صَالِحٌ فَقُومُوا فَصَلُّوا عَلَى أَخِيكُمْ أَصْحَمَةَ".
رُسل الرسول للملوك المسيحيين
لم يكن النجاشي هو الملك المسيحي الوحيد الذي اتصل به الرسول، بل إن مصادر تاريخية إسلامية تحدثت عن مجموعة من الرسائل التي وجهها الرسول إلى بعض الملوك المسيحيين، داخل شبه الجزيرة العربية وخارجها، وذلك بعد عقده لصلح الحديبية مع قريش في العام السادس من الهجرة.
في الحقيقة، تقسم الروايات الإسلامية ردود فعل الملوك المسيحيين على رسائل الرسول لقسمين، الأول، يضم الملوك الذين أظهروا امتعاضهم من دعوة الرسول، فأغلظوا القول للرسل، أو أنهم طالبوا بإشراكهم في أمر الدعوة والنبوة، ومن هؤلاء كل من الحارث بن شمر الغساني، ملك الغساسنة بالشام، وهوذة بن علي الحنفي، صاحب اليمامة.
قتل الصحابي الحارث بن عُمير الأزدي، رسول النبي إلى ملك بُصرى، فجّر الصراع بين مسلمي المدينة والغساسنة المسيحيين في شبه الجزيرة العربية... رغم السلمية التي طبعت علاقة المسلمين بالمسيحيين في العهد النبوي، إلا أن صراعات عسكرية قامت بينهما في الأعوام الأخيرة من حياة الرسول
أما القسم الآخر فيتمثل في الملوك الذين تذكر الروايات أخبار تعاطفهم مع الرسائل، وأنهم تفهموا ما ورد فيها، وربما قبلوا أيضاً بنبوة الرسول واعتبروه امتداداً للمسيح نفسه، ومن أهم هؤلاء الملوك الإمبراطور البيزنطي هرقل، وحاكم مصر المقوقس.
وعلى الرغم من تواتر أخبار تلك الرسائل في عدد كبير من المصادر الإسلامية، تجدر ملاحظة أنها قد صيغت بشكلها النهائي في فترة متأخرة زمنياً عن الرسول، وربما أُعيد تحريرها بما يضمن إثبات اعتراف هؤلاء الملوك والأباطرة بنبوة نبي الإسلام، وهو الأمر الذي سيعطي شرعية للفتوحات والتوسعات الإسلامية التي ستقع في ما بعد في عهد الخلفاء الراشدين.
رهبان نجران والمباهلة
كان لقاء الرسول بوفد نجران في العام التاسع من الهجرة، من أشهر المحطات في طريق العلاقة بين الإسلام والمسيحية في تلك الحقبة المبكرة.
بحسب ما يذكر ابن القيم الجوزية في كتابه "زاد الميعاد في هدي خير العباد"، فإن ما يقرب من ستين رجلاً من أهل نجران وصلوا المدينة المنورة، فقابلوا الرسول، وجادلوه كثيراً في أمر المسيح، وأثاروا مجموعة من النقاط المُختلف عليها في النسقين الإسلامي والمسيحي.
وعلى ما كتبه ابن القيم، فإن الرسول لما دعاهم إلى المباهلة ليظهر الدين الحق رفضوا خوفاً من العذاب الذي سوف يحيق بهم، وآثروا أن يدفعوا الجزية لدولة المدينة، وبالمقابل سالمهم الرسول وأعطاهم الأمان، وسمح لهم بأداء صلواتهم في المسجد النبوي نفسه، كما كفل لهم حرية العبادة المسيحية في نجران، وكتب لهم كتاباً بذلك.
وكان مما ورد في الكتاب، وفق ابن سعد في "الطبقات الكبرى": "ولنجران وحاشيتهم جوار الله، وذمة محمد النبي رسول الله على أنفسهم، وملتهم، وأرضهم، وأموالهم، وغائبهم، وشاهدهم، وبيعهم، وصلواتهم".
الملاحظة المهمة في ما يخص لقاء الوفد النجراني بالرسول أن الكثير من الآيات القرآنية التي تنقض عقيدة الثالوث المقدس من جهة، وتنحاز للتصور البشري للمسيح من جهة أخرى، تنزلت على الرسول أثناء نقاشه مع نصارى نجران، وقد شكلت تلك الآيات شطراً كبيراً من سورة آل عمران.
مؤتة وتبوك... وجه العداوة في العلاقة
إذا كانت الصبغة السلمية الدبلوماسية قد غلبت على شكل العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في العهد النبوي، فإن ذلك لم يمنع من قيام بعض الصراعات العسكرية بين الجانبين في فترة الأعوام الأخيرة من حياة الرسول.
كان قتل الصحابي الحارث بن عُمير الأزدي، رسول النبي إلى ملك بُصرى، على يد والي البلقاء شرحبيل بن عمرو الغساني، هو الذي فجّر الصراع بين دولة المسلمين في المدينة، والغساسنة المسيحيين شمالي شبه الجزيرة العربية، في العام الثامن للهجرة.
الرسول الذي غضب وقتها لقتل صاحبه، أعد جيشاً قوامه ثلاثة آلاف مقاتل، وسيّره شمالاً للاشتباك مع قوات الغساسنة، ولكن وبحسب ما تذكر المصادر الإسلامية، فإن المسلمين فوجئوا بعدما وجدوا ما يقرب من مائتي ألف مقاتل روماني وعربي في انتظارهم.
الملاحظة المهمة في غزوتي مؤتة وتبوك أن البعد السياسي فيهما غلب على البعد الديني، إذ تم التأريخ لهما -بالمقام الأول- على كونهما غزوتين ضد الروم وحلفائهم من العرب.
بحسب ما يذكر الطبري في تاريخه، تشاور المسلمون وقتها في ما يفعلونه، ثم اتفقوا على خوض المعركة، وسرعان ما سقط القادة الثلاث زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة، لتؤول الراية إلى خالد بن الوليد، فينسحب بالجيش قافلاً إلى المدينة.
في السنة التاسعة من الهجرة، عاود الرسول الحشد لقتال الغساسنة والروم، ويرى ابن كثير في تفسيره أن عزم الرسول على قتال الروم، كان استجابة للآية رقم 123 من "سورة التوبة": "فلما دخل الناس من سائر أحياء العرب في دين الله أفواجاً، شرع –الرسول- في قتال أهل الكتاب، فتجهز لغزو الروم الذين هم أقرب الناس إلى جزيرة العرب، وأولى الناس بالدعوة إلى الإسلام لكونهم أهل الكتاب...".
ورغم التجهيزات الكبيرة التي بذلها المسلمون في سبيل الإعداد لتلك الغزوة، إلا أنها انتهت دون قتال، بعدما تفرقت قوات الروم والغساسنة وفضلت عدم الاشتباك مع الجيش الإسلامي.
الملاحظة المهمة في غزوتي مؤتة وتبوك أن البعد السياسي فيهما غلب على البعد الديني، إذ تم التأريخ لهما -بالمقام الأول- على كونهما غزوتين ضد الروم وحلفائهم من العرب، والذين كانوا يمثلون تحدياً حقيقياً لدولة المدينة، تلك التي كانت تسعى لإثبات هيمنتها المطلقة على شبه الجزيرة.
أما الملاحظة الثانية، فهي أن الغزوتين أشارتا إلى نية المسلمين في التوسع خارج حدود شبه الجزيرة العربية، وهو الأمر الذي سيتحقق فعلاً في عهد خلفاء الرسول، وعقب فترة قصيرة جداً من وفاته.
رصيف 22