لا يغيب سؤال مستقبل المسيحيين في الشرق، عن أذهان قادة الكنائس في المنطقة، على اختلاف مذاهبهم. مرّة جديدة، اجتمعوا اليوم بين بكركي في لبنان، والقاهرة في مصر، وعبر البثّ الإلكتروني، بحثاً عن إجابة.
واستضافت البطريركية المارونية في بكركي (جونية - شمال بيروت) اللّجنة التنفيذيّة لـ"مجلس كنائس الشرق الأوسط"، وهو كنايةٌ عن رابطة تضمّ كافة الكنائس الكاثوليكية، والأرثوذكسية، والأرثوذكسية الشرقية، والإنجيلية في المنطقة.
والمجلس هو أكبر تجمّع ديني رسمي للمسيحيين في الدول العربية، ويضمّ ممثلين من لبنان وسوريا والعراق ومصر والأردن وفلسطين وقبرص والخليج والسودان والمغرب العربي وإيران.
وشارك في اجتماع بكركي الجمعة، ممثلون عن الطوائف المسيحية في لبنان وسوريا، بحضور بطريرك الموارنة بشارة الراعي، وبطريرك السريان الأرثوذكس اغناطيوس افرام الثاني، وبطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا اليازجي، وممثل الطوائف الإنجيلية القسّ حبيب بدر.
ومن تعذّر حضورهم من دول أخرى بسبب وباء كوفيد -19، شاركوا بالنقاش عبر البثّ الإلكتروني. والتحق بهم المشاركون من مصر، من مقرّ الكرازة الأسقفية في القاهرة، بحضور بابا الإسكندرية للأقباط الأرثوذكس تواضروس الثاني.
وقال البطريرك الماروني بشارة الراعي في كلمته خلال جلسة الافتتاح: "بات الوجود المسيحيّ في هذا الشرق مقلَّصاً، ورسالته محدودة، وسكن الخوف قلوب المسيحيين، حتى راحوا يردّدون صرخة تلاميذ يسوع المملوءة خوفًا ورجاء: "يا معلّم، أما تبالي؟ إننا نهلك!".
وجاء في البيان الختامي، إعلان عن التضامن مع لبنان بعد المأساة الكارثية لتفجير المرفأ، ومع المتأثرين بجائحة كورونا. كما طالب المجتمعون بوقف الحروب والصراعات، وحماية كرامة الإنسان، وبناء السلام على أسس العدل والحق. وخلصت الجمعية العامة إلى تعيين ميشال عبس أميناً عاماً جديداً للمجلس، من الكنيسة الأرثوذكسيّة الأنطاكية، لمدّة 4 سنوات، خلفاً للأمينة العامة ثريا بشعلاني.
وقد تأسس "مجلس كنائس الشرق الأوسط" ومقرّه بيروت، في العام 1974، لكنّ الكنائس الكاثوليكية لم تلتحق به إلا في العام 1990. ويهدف المجلس، بحسب ما يرد على موقعه، "إلى تقوية العلاقات بين الكنائس في المنطقة وتقريب وجهات النظر في المسائل اللاهوتيّة، إلى جانب الحفاظ على حوار المحبّة وحياة المشاركة بين المسيحيين والمسلمين الموروثة منذ قرون".
ويعمل المجلس على إصدار دراسات وأبحاث حول تقاليد الكنائس المنضوية في عضويته، بهدف "تعزيز حضور المسحيين ودورهم في مجتمعاتهم وأوطانهم". وفي تقريره الشهري الأخير، يوضح مساهماته في الدعم التربوي والنفسي والزراعي والصحي، في عدد من البلدان، ومشاركته في أعمال الإغاثة بعد تفجير بيروت. كما خصّص جزءاً من تقريره لدراسة تبعات زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى لبنان، وتأثيرها على المسيحيين.
كما تصدر عنه مجلة فصلية بعنوان المنتدى، خصّصت غلاف عددها الأخير لشهر يوليو/تموز للملف الفلسطيني، بعنوان: "فلسطين وعودة اللاجئين قضية حقّ، "زهرة المدائن لنا".
وتشمل عضويّة المجلس الكنائس التالية:
- الكنائس الأرثوذكسيّة الشرقيّة:
الكنيسة الأرمنيّة الرسوليّة - كاثوليكوسيّة الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا، كنيسة أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، كنيسة الإسكندرية والكرازة المرقسيّة للأقباط الأرثوذكس.
كنيسة الروم الأرثوذكس في قبرص، كنيسة الروم الأرثوذكس في القدس، كنيسة أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، كنيسة الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس.
الاتحاد الإنجيلي الوطني في لبنان، السينودس الإنجيلي الوطني في سوريا ولبنان، اتحاد الكنائس الإنجيلية الأرمنية في الشرق الأدنى، سينودس النيل الإنجيلي في مصر، الكنيسة الإنجيلية في السودان، الكنيسة الإنجيليّة الوطنيّة في الكويت، الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، الكنيسة الأسقفية في القدس والشرق الأوسط، الكنيسة الميثودية في تونس، الكنيسة البروتستانتية في الجزائر، الكنيسة الأسقفية في السودان، الكنيسة المشيخيّة في السودان، سينودس الكنائس الإنجيليّة في إيران.
كنيسة السريان الكاثوليك، كنيسة بابل للكلدان، كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، الكنيسة الإنطاكية السريانية المارونيّة، كنيسة اللاتين في القدس، كنيسة الأرمن الكاثوليك، كنيسة الأقباط الكاثوليك.
ولا توجد إحصاءات رسميّة عن عدد المسيحيين في المنطقة العربيّة، لكنّ معهد "بيو" للدراسات، وفي دراسة استشرافية لنموّ الأديان في العالم، يقدّر عددهم بنحو 14 مليون و600 ألف نسمة حالياً، أي ما يوازي 3.6 في المئة من مجمل السكان في الشرق الأوسط.
ويضمّ لبنان أكثف تجمّع للمسيحيين، بالرغم من تضاؤل أعدادهم خلال السنوات الماضية، بسبب انخفاض معدلات الإنجاب والهجرة، ويقدّر "بيو" عددهم بنحو مليون و700 ألف نسمة. فيما تضمّ مصر أكبر تجمّع للمسيحيين الأقباط، ويبلغ عددهم التقريبي نحو 4 مليون و400 ألف نسمة.
وهناك وجود للطوائف المسيحية في سوريا (نحو 5.2 في المئة من السكان)، وكذلك في العراق والأردن حيث لا تزيد نسبتهم عن 1 في المئة، فيما تبلغ نسبتهم نحو 2 في المئة في فلسطين. وتسبّبت الحروب الأخيرة في العراق وسوريا، بتهجير أعداد كبيرة منهم.
بي بي سي