الإسلام والعنف بشقيه المادي والرمزي - Articles
Latest Articles

الإسلام والعنف بشقيه المادي والرمزي

الإسلام والعنف بشقيه المادي والرمزي

ميس اومازيغ:

 

الأمر الذي لا يجادل فيه اثنان متى ابعد عن الإستعمال سياسيا هو ان الدين امر شخصي، وعلاقة تربط بين المؤمن ومعبوده .الأمر الذي يجعل الفرد حرا في اختيار العقيدة التي يرى انها ستلبي حاجته الروحية و تقربه من معبوده ابتغاء تحقيق راحة نفسية. لذا لن يكون في مقدور تقييم مردودية هذه العقيدة الا المؤمن بها ,ومتى ادخلت في مضمارمنافسة غيرها من العقا ئد الا وكان الفعل تعبيرا صارخا عن كون صاحبها غير مقتنع باختياره ,لأنه يدرك مسبقا انه سيواجه بما يخالف رأيه . وبالرغم من ان الفعل اساسا قد يرجى منه حمل الغير على الأيمان بنفس العقيدة , الا ان جوهر الفعل هو تعبير عن تردد فيما تم اختياره واختبارا لهذا الإختيار هذا عندما يكون تفعيل هذه المنافسة سلميا. وحتى في صفتها السلمية هذه فان الفعل لن يخلو كماهو ملاحظ من محاولات الخداع كأداة لحمل الغير المخاطب على الأقتناع وهو ما لجأ اليه مدعوا الرسائل السماوية من ان عقيدتهم تم تكليفهم بها من قبل قوة غيبية زعم انها وراء الخلق وامروا بالأيمان بها ونشرها وكان من جملة مبادئها كما هو امر العقيدة الأسلامية ما يطلق عليه تعبير المسلمات . هذه بحكم عدم قابلية الجزم في صحتها او خطئها عد من يخوض فيها غير مرغوب فيه بل اكثر من ذلك معاديا للعقيدة ,حتى ان صاحب افكارالأسلام نهى عن السؤال(لا تسالوا عن اشياء ان تبد لكم تسؤكم) وهي وسيلـــة لتحقيق هدف المخا طب (بكسر ط) بالسهولة و البساطة المبتغاة بعيدا عن المحاججة العقلانيــــــــــة التي من شأنها الفشل في التبليغ.

العقيدة الدينية بوصفها كما يزعم المتدين طعاما روحيا, فهي بقدر ما يؤديه الطعام من وظيفة نفسية وجسمانية تعين ان يدعى لها هي ايضا نفس الفعل. لذلك يكون من ادوات المبشر بها امر ادعاء كونها تؤدي الموظيفة المذكورة ضمانا لتقبلها من طرف الغير.فهي تحقق الراحة النفسية كما تحقق حاجات مادية .ولسبب ذلك اعتبرت الغنائم المتحصل عليها من الغزوات الإسلامية فضلا من اله المسلمين على خدامه الغزاة .وعند استحالة التحقيق الواقعي على الأرض يحمل هذا الغير على الأقتناع بالجزاء في عالم آخر مجهول طبعا وهو عالم بعد الموت، الذي اعتبر نهاية وبداية في نفس الوقت. متناقضين يجعلان التفكير يدخل عالم الضبابية واللبس كما هو امر القول بان في الجنة هذا العالم الخيالي الغيبي يوجد عازب متزوج .لذا وجب في المبشر للتمكن من عملية الخداع ان يكون متمكنا اشد التمكن من لغة التبليغ ومجيدا لها. وتمكن محمد من لغة التبليغ حتى درجة اللعب بالألفاظ واستعمال احرف مجردة الغازا كان وراء نعته بالشاعر ,المجنون والساحر. وقد يكون اللجوء الى الخداع كما ذكر لأقناع الأخر بالمعتقد المختار عن حسن نية بحيث يكون المبلغ وهو بصدد التبليغ في حالة اختبار ايمانه. ومتى تمكن من اقناع نفسه بالجدال مع المخاطب عن طريق التحايل عليه الذي يكون غالبا في امور غيبية خارجة عن نطاق العقل ,هذا المتمثل في الدماغ و الأدوات التي يعتمدها في اداء وظيفته والتي هي الحواس .اقول متى تمكن من اقناع نفسه زاد تشبثه بمعتقده وزاد تحمسه الى التبليغ لأنه بذلك يعتقد انه على صواب مادام انه لم يجد من يزحزحه عما يؤمن به.و متى تمكن من اقناع الغير عمل على ظمان استمراره على ما اقنعه به حتى درجة معاقبته ان هو عدل عما سبق واظهره من قبول. لذا لا غرابة فيما اعتمده المتدين الإسلامي مما عرف بحد الردة، بل تجاوز الأمر ذلك الى وجوب اعتبار نسل القابل بالمعتقد الإسلامي مسلمين ومنذ الولادة ظمانا لتقوية العضد وتكثير سواد الأتباع والخدام.

اذا اعتمد خدام بعض العقائد الدينية المنافسة السلمية وفق ما ذكر قصد حمل الغير على اعتناقها, فان صاحب عقيدة الأسلام اختار الى جانب الوسائل المعتمدة من قبل هؤلاء وسيلة اظافية, اعتبرت اساسية في التبليغ, الا وهي العنف النفسي الذي يعبر عنه قوله (تبت يدا ابي لهب ..الخ.)والمادي سفك الدماء والنهب والسبي (بعثت ورزقي تحت ظل رمحي). اذ لم تخل محاولات التبيلغ لا في عهد محمد كبير المسلمين ولا بعده من اعتماد هذه الوسيلة من غزوات هذا الأخير العديدة والمتعددة الىغزوات تبعه من بعده لشعوب كثيرة .فكان الأسلام بذلك العقيدة الوحيدة التي فرضت بالسيف ولم تعتمد التبليغ بالمحاججة والحوار الا ناذرا, وهي التي كانت فتراتها محصورة في مراحل التبليغ الأؤلى وبعد ان استتب الأمر لتبعه من بعده في الأقطار المغزوة . وفي غيبة هذا الحوار او الفشل فيه من قبل محمد وتبعه من بعده كان من اللازم اسباغ كل عملية غزو تم القيام بها باللون الديني واعطاؤها المشروعية بالعتبارها فرضا الهيا . ولتمرير هذا الأدعاء فرض لهذا الأله نصيب من عائدات الغزوات (للله خمسه) .والمثير للأنتباه في هذا الصدد ان كلا من النصر و الأندحار في غزوة ما يرجع الى مشيئة هذا الأله .لذا يحق لنا ان نتسائل عن سبب اللجوء الى هذا العنف بشقيه والذي اختصت به عقيدة الأسلام وما تزل تتصف به بالرغم من كون تاريخها يقارب 1500 سنة .بل لم يتوقف الأمر عند هذه السمة وانما تجاوزخدامها ذلك الى حماية دوامها واستمرارها بناءا على سابق مظمن افكارها ( له الخزي في الدنيا والآخرة) وغير هذه الآية كثير مما يحمل خدامه على تفعيل هذا العنف في الدنيا في انتظار العنف الأشد الذي ينذر به المخالف في جهنم العالم الغيبي حيث تحرق جلده وتبدل لتحرق الى ما لا نهاية.

من المعلوم ان الظعيف غالبا ما يعتمد الترغيب و التخويف وسيلة لدرأ مكروه القوي واستمالة له لظمان ازره له .ومتى تم له ذلك احاط هذا النجاح بأدواة كفيلة بظمان استمرارية الوضع على حالته. في هذا الأيطار يمكن قرائة مضمن كثير من افكار محمد. بل يمكن قرائة اسباب و غايات كثير من النصوص القانونية المنظمة لحياة الجماعة .اذ ان الظعيف هو الذي يكون في حاجة للقانون ,بينما القوي لا غرض له في ذلك ما دام في مقدوره تحقيق غاياته بوسائله التي لا تتوفر للظعيف .لذا فان محمد بعد ان فشل باداة الترغيب حمل ابي لهب الذي كان من اعيان قبيلة قريش ذا مكانة جاها ومالا على القبول بافكاره ,حاول النيل منه بادعائه كونه ستقطع وتبتر يداه وسيصلى نارا ذات لهب تكون زوجته هي الحطابة لوقودها, في الوقت الذي ستكون فيه هي ذاتها مشتعلة نارا في وسطها. انه تخويف لرجل ذا مال وجاه طمعا في استمالته للستعانة بامواله وبشخصه. بحيث سيكون وسيلة لأستقطاب محيطه والذين هم ادنى مكانة منه .ولو انه تمكن من استمالته واستقطابه لأستغله للجهاد بماله ونفسه وبالتالي استغلال من قد يحذو حذوه ويقوى بذلك عضد الضعيف محمد.

اداة الترغيب والتخويف لم تسعف لا محمد ولا اتباعه من بعده في نشر افكاره بقدر ما اداه العنف المجرد من دور في فرضها قسرا .فكما تفنن محمد باللعب بلوني الفكر ابيضه واسوده حتى ان أي منتبه بسيط يطلع علي افكاره في الكتاب والسنة قولية كانت اوفعلية لينبهر امام التناقض الفظيع الذي يعتريها .فمن امر للجهاد بالمال والنفس الى القول ب( لكم دينكم ولي دين) و(لو شاء ربك لآمن من في الأرض جميعا) الى (لا يجتمع في هذا البلد دينا ن) و( من اختار غير الإسلام دينا لن يقبل منه) وغير ذلك كثير.حتى ان الحوار مع المسلم تفتح له افكار محمد المتناقضة هذه مجالا فسيحا للمراوغة .فان ووجه المسلم بالقول بان عقيدته دموية ومخالفة لحقوق الإنسان كما تنص عليها شرعتها من مثل الحق في الأعتقاد من دونه, يجيب بالنفي مستدلا بما سبق وتظمنته افكار نبيه(لكم دينكم ولي دين) .غير ان هذا الجواب لا يكون في حقيقة الأمرمعولا عليه الا في حالة ضعف المسلم, بينما في حالة قوته فلن يكون الجواب الا (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر حتى يؤمنوا او يؤدوا الجزية عن يد وهم صاغرون) ,(جاهدوا في سبيل الله باموالكم وانفسكم). وحتى لا يلتجأ المسلم الى الجواب بما يفيد قابليته للتعايش مع الغير المختلف في الدين او اللاديني وتكون له الغلبة دائما في فرض معتقده امره محمد ب (اعدوا لهم ما استطعتم من رباط الخيل ترهبوا به عدو الله وعدوكم) لأنه يعلم دور القوة في فرض هذه العقيدة ودوامها. اقول كما تفنن فيما ذكر تفنن تبعه من بعده في خداع المبلغ اليه بوصفهم عمليات الإخضاع قسرا التي تعرضت لها بعض الشعوب باسم الدين بالفتح عوض الوصف الحقيقي لها والذي هو الغزو ذرا للرماد في العيون و محاولة لتغطية الجرائم الفظيعة التي ارتكبت من قبل الغزاة في حق هذه الشعوب .بل اعتبار قادة هذه الغزوات سيوفا للله مسلولة يسفك بواسطتها دماء اعدائه .وحق بالتالي ان يرفع من شانهم لما قاموا به حتى وان كانت مما تجد له في افكار صاحب هذه العقيدة نفسها ما يحرم القيام بها ويجرمها .فهي كذلك للترغيب وعند الفشل فواجبا ما دامت الغاية هي نشر الدين . فلا غرابة اذن فيما يدرس لأبنائنا من تاريخ مجرمين عتاة على ان ما قاموا به انما هو عمل صالح لا يقوم به الا جند الله المخلصين . ولا غرابة ايضا ان يقول محمد (ان قوما ليقتادون الى الجنة بالسلاسل) , لأنه الأدرى والأعلم بان لا قبول لأفكاره بالحوار بقدر ما سيتم القبول عن طريق استعمال العنف بشقيه .غير انه في الآن نفسه يدرك ويعلم ان لا دوام لما قد يفرض بالقوة والعنف لذلك نجده قال (سيعود الأسلام غريبا كما ظهر غريبا) .

بعد ما يقرب 1500 سنة من ظهور افكار محمد المعتبرة عقيدة دينية و التي اعتمدت العنف كما ذكر بشقيه المادي والمعنوي في النشر, يلاحظ انها ما تزال تعتمده والواقع وحده كاف دليلا وبرهانا .بل زادت حدة اعتماد هذا العنف وبشقيه ايضا في الوقت الذي كان من المفروظ طبيعيا اعتبارا لدرجة التطور التي تحققت للشعوب المفروضة عليها اقول كان من المفروض ان يتراجع هذا العنف ,الا انه و بعد ان خف وطؤه بحصرحمايتها لوقت معين اعتمادا على الجماعة كدور موروث لها من مثل تحقير مفطر رمضان الذي تعبر عنه العبارات التي يرددها صغار الحي ك(آ وكالين رمضان آ محروقين العظام) مثلا في شمال افريقيا وتحاشي مرافقة شارب الخمر, هذه الوسيلة التي لم تستطع مسايرة التطور وبالتالي فشلت في اداء وظيفة الحماية المبتغاة من قبل خدام العقيدة للوعي بالحق الفردي من قبل المواطن, ولا مبالاته بما لا يجد له مبررا للأبقاء على الإهتمام به .فتم الجهر بشرب الخمر والإفطار في رمضان من قبل البعض و كان من اللازم ان يبتدع لها خدامها اداة حماية اكثر فاعلية في شكل سن قوانين وضعية تجرم افعالا وسلوكات تخالف ما تقول به الأفكار التي تمثل هذه العقيدة من مثل حبس وتغريم شارب الخمر ومفطر رمضان. فحيل بذلك على المواطن تصريف شؤون حياته وفق ارادته الحرة واغلقت في وجهه الحانة بالرغم من وجودها على ارض دولته تحت ذريعة انها اعدت لغير المسلمين .وفرض عليه بطريقة غير مباشرة ان يجهر بانه غير مسلم ليواجه بحد الردة الذي هو الإستتابة او القتل بعد ان اعتبرمسلما منذ ولادته دون اعتبار لرأيه .كما اغلقت المطاعم في وجهه لشهر كامل بحجة احترام الصائمين .وبالتالي ضرب بحقه في تصريف امورحياته الخاصة عرض الحائط وعزل به الى ركن بعيد عن الأنضار ان هو اراد الأفطار. انه لعنف رمزي لا يساويه في الدرجة الا العنف المتمثل في اداء الجزية .والمسلم لم يكن ليقف عند حد تفعيل هذه النصوص القانونية وفق ما ذكرلو انه تأكد من قوته. لأنه بذلك لن يتوانا عن تطبيق الحدود المعتبرة شرعية من مثل قطع الأيدي والأرجل من خلاف والرجم بالحجارة حتى الموت.

العنف الرمزي بواسطة القانون هو ما انتبه خدام عقيدة محمد الى جدواه .لذا لا غرابة فيما يلاحظ من محاولات اسلمة كل مناحي حياة المجتمع باعتماد نصوص قانون وضعي تفعل بواسطتها الأحكام الشرعية. ولا غرابة في ما يلاحظ من صراع مرير بين خدام هذه العقيدة والذين يعلمون دور العنف النفسي والمادي في الأبقاء عليها والفصيل المعارض المناوىء لأستعمال هذا العنف أوالتحايل بغرض استعماله. ولا غرابة في ان يصرخدام هذه العقيدة على وضع اطارا بكامله ذا لون ديني صرف لتنظيم حياة المجتمع باسم الدستور حتى يتمكنوا من البناء داخله بما يوافق افكارهم اعتمادا على الدين الذي يعتمد بدوره على العنف الرمزي والمادي.لهذا فان مجرد التنصيص دستوريا على ان دولة ما اسلامية يفتح المجال لخدام العقيدة الأسلامية ان يطالبوا بتمكينهم من بناء وسن باقي النصوص .ويكون لهم الحق في هذا الطلب ما دام ان الدولة اسلامية وبنص قانوني بل ودستوري بمعنى اسمى قانون للدولة وما دام الأسلام دينا ودنيا فلا مجال لأعتماد القانون الوَضعي في غير ما يخدم ويفعل هذا الدين وشرعه.انه العنف المذكور بشقيه والذي هو سمة الإسلام هومحور الصراع القائم حاليا بين خدامه لما يحققه لهم من مصالح كما حققها لغيرهم بالأمس من نهب وسرقة وسبي وممثلي انسان القرن 21 بما حققه من تطور في كل المجالات والميادين لدرجة تجريم العنف تحت اية ذريعة كان. وهذا الصراع المرير هو بداية لتحقق ما كان محمد ينتظره لأفكاره من ان تعود غريبة كما ظهرت غريبة.

الحوار المتمدن

Related

Share

Rating

0 ( 0 reviews)

Post a Comment

Category
Author
More Options
  • Recent
  • Popular
  • Tag
Tags