الاسلام يعلم الكذب النفاق و القتل - Articles
Latest Articles

الاسلام يعلم الكذب النفاق و القتل

الاسلام يعلم الكذب النفاق و القتل

محمد برازي:

 

إن التناقض يعني الضد أو العكس أو الاختلاف ، وإذا كان كذلك فهو لا يخص شيء دون أشياء بل يطال كل المفردات الكونية من أسماء وأفعال وصفات ، أي أن لكل شيء في الكون نقيض: فالكفر يناقض الإيمان والشر يناقض الخير ، والحرب تناقض السلم ، والظلم يناقض العدل والباطل يناقض الحق ، والفقر يناقض الغنى والجشع يناقض القناعة ، والسواد نقيض البياض والظلام نقيض النور .. والشتاء نقيض الصيف والربيع نقيض الخريف ، ولكل كائن بري ومائي نقيض ( عدو ) ، ولكل فعل وسلوك نقيض .. وقد يكون لكل نجم وكوكب نقيض .. وطبعا في كل هذا وغيره أسرار كونية وحكم وغايات ربانية قد تتعدى المحافظة على التوازن الطبيعي إلى ما هو أعظم . وهكذا ـ إذا ما لامس هذا الرأي شيء من الحقيقة ـ يكون التناقض في كل صوره ظاهرة طبيعية لابد منها وجب ويجب الأخذ والعمل بالإيجابية منها والتمسك بمسبباتها والابتعاد عن سلبياتها ومحاربة شرورها وأدواتها التي يكون الإنسان فيها هو الفاعل والمفعول.

معظم هؤلاء من ألمجموعة ألأولى من عامة ألمسلمين ألذين تم غسل عقولهم بأيديولوجية إسلامية متطرفة، رغم أن الجميع كان يتمنى تصنيفهم كأفراد عدائي الطبع و مضطربين ألعقول. تقدر أجهزة ألأمن ألبريطانية بان هناك 2000 شخص يعيشون في بريطانيا يوجهون خطراً أمنياً داخلياُ، و على ما يبدوا ان ميثاق السلام بين بريطانيا و مواطنيها من ألمسلمين غير ساري المفعول و ربما أن خطر الإرهاب يواجها اكثر من بقية بلاد الغرب باستثناء إسرائيل.

سؤالان لا بد من طرحهما اولهما متى ستدرك ألسلطات ألبريطانية أن تحسين شؤون ألمسلمين و مغازلة الإرهابيين منهم تخلو من صواب ألأيديولوجية، و ثانيهما أن الحوادث أعلاه ذات الصلة ألبريطانية لا تقوي ألا نفوذ الإسلاميين و عاجلاً أم آجلاً سيصبون عدوا نيتهم تجاه البلد ذاته. و رغم أن الكلمة ألأخيرة قد تكون خالية من الذوق، و لكن حان وقت مراجعة تأشيرات الدخول لدول أخرى لما يقارب 1 – 2 % من ألبريطانيين ألمسلمين، و هذا صراحة أقل شراً من تفجير مدمر و قاتل.

يواصل ألمسرح ألتركي ألإسلامي تكرار فعالياته ألمستهدفة سحب شرعية ألوجود ألإسرائيلي، وكان آخر عروضه أسطول تحرير غزة في نهاية شهر مارس. كانت نتائج ألحدث مؤسفة بعدم قدرة ألكادر ألإسرائيلي استيعاب وسائل ألحرب ألجديدة عالمياً، و على ضوء ذلك لا بأس من ألتدقيق في دراسة ألسياسة ألتركية ألإسلامية ألمعاصرة وانعكاس ذلك على توقعات مستقبلية.

النفاق، الإرهاب، العنصرية. ثلاثة آفات ذميمة وخطيرة قام عليها وانتشر من خلالها الإسلام. حقيقة أعلنها الإسلام بنفسه عن نفسه بشكل واضح وصريح وذلك من خلال قرآنه وعلى لسان نبيه.

قال ابن عباس: أخذه المشركون (عمار بن ياسر) وأخذوا أباه وأمه سمية وصهيب وبلال وخباب وسالم فعذبوهم، وربطت سمية بين بعيرين، وقيل لها إنك أُسلمت من أجل الرجال. فقتلت وقتل زوجها ياسر، وهما أول قتيلين في الإسلام. وأما عمار فأعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرهاً، فشكا ذلك إلى رسول الله، فقال له رسول الله: (كيف تجد قلبك؟) قال: مطمئن بالإيمان. فقال رسول الله: (فإن عادوا فعد) - راجع تفسير آية سورة النحل للطبري.

{ لا يَتَّخِذِ المُؤمِنُونَ الكافِرينَ أوليَاءَ مِنْ دُونِ المُؤمِنينَ وَمَن يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ في شيءٍ إلاَّ أنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَيةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ … }آل عمران: 288

لقد أخرج الطبري في تفسير هذه الآية من عدة طرق، عن ابن عباس، والحسن البصري، والسدي، وعكرمة مولى ابن عباس، ومجاهد ابن جبر، والضحاك بن مزاحم، جواز التقية في ارتكاب المعصية عند الإكراه عليها كاتخاذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين في حالة كون المتقي في سلطان الكافرين ويخافهم على نفسه، وكذلك جواز التلفظ بما هو لله معصية بشرط أن يكون القلب مطمئناً بالإيمان، فهنا لا إثم عليه - تفسير الطبري (جامع البيان عن تأويل آيات القرآن) 6: 313 ـ 317 .

هذا مع اعتراف سائر المسلمين بأن الآية لم تُنسخ فهي على حكمها منذ نزولها وإلى يوم القيامة، ولهذا كان الحسن البصري يقول: (إنَّ التقية جائزة إلى يوم القيامة) - حكاه الفقيه السرخسي الحنفي، وقال معقباً: (وبه نأخذ، والتقية أن يقي نفسه من العقوبة بما يظهره وإن كان يضمر خلافه) - المبسوط للسرخسي 24 : 45 من كتاب الإكراه.

إذا أُكره الرجل على ارتكاب هذه الجريمة، واتقى على نفسه بارتكابها فهل يسقط الحد عليه أو لا؟
اختلفوا على قولين: أحدهما سقوط الحد عنه، وهو قول القرطبي المالكي – راجع الجامع لأحكام القرآن 10: 180 – وابن العربي المالكي، أحكام القرآن لابن العربي 3: 1177 و 1182 – والفرغاني الحنفي، بدائع الصنائع 7: 175 ـ 191 - وابن قدامة الحنبلي، المغني لابن قدامة 5: 412 مسألة: 3971 - وابن حزم، المحلّى 8: 331 مسألة 1405.
وقال أبو حنيفة: يسقط الحد إن كان الإكراه من السلطان، وإلاّ حُدّ استحساناً - راجع بدائع الصنائع 7: 175 191
وأما الآخر: إقامة الحد على الزاني تقية ويغرّم مهرها، وهو قول مالك بن أنس، والشافعي. وقال أبو حنيفة لا يجب المهر – المغني لابن قدامة 155 مسألة 7167.

لو حلف إنسان بالله كاذباً فلا كفارة عليه إن كان مكرهاً على اليمين، وله ذلك تقية على نفسه، وتكون يمينه غير ملزمة عند مالك والشافعي وأبي ثور، وأكثر العلماء على حد تعبير النووي الشافعي. واستدل بحديث: (ليس على مقهور يمين) - راجع المجموع شرح المهذب للنووي الشافعي 18: 3، دار الفكر بيروت - وأحكام القرآن لمحمد بن إدريس الشافعي 2: 114 ـ 115.

ونقل القرطبي عن ابن الماجشون: إنّه لا فرق في ذلك بين أن تكون اليمين طاعة لله أو معصية، وإنه لا حنث عند الإكراه على اليمين الكاذبة - راجع الجامع لأحكام القرآن للقرطبي المالكي 10: 191. وقد أفتى به غير واحد من فقهاء المالكية - راجع أحكام القرآن لابن العربي المالكي 3 : 1177 و 1182 وتفسير ابن جزي المالكي: 36.

وقد كان مالك بن أنس يقول لأهل المدينة في شأن بيعتهم المنصور العباسي: إنكم بايعتم مكرهين وليس على مكره يمين - تقريرات الرافعي على حاشية ابن عابدين لمحمد رشيد الرافعي 2: 278، ط3، دار إحياء التراث العربي، بيروت - يحثهم بهذه الفتوة على الخروج مع إبراهيم بن عبد الله بن الحسن للثورة على المنصور - راجع: رد المحتار على الدر المختار لابن عابدين 5: ، ط2، دار إحياء التراث العربي، بيروت - شرح فتح الغدير لابن همام هذا هو محل اتفاق فقهاء الأحناف - بدائع الصنائع 7 : 175. راجع أيضاً تفصيل فتاوى الحنفية بشأن موارد التقية في اليمين الكاذبة وغيرها في مصادرهم التالية: البحر الرائق لابن نجيم 8: 70 - تحفة الفقهاء للسمرقندي 3: 273 ، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت.

قال النووي: اتفق العلماء على جواز خداع الكفار في الحرب، وكيف أمكن الخداع إلا أن يكون فيه نقض عهد أو أمان فلا يحل - صحيح مسلم بشرح النووي 12/45.

وقال ابن حجر: وأصل الخداع إظهار أمر وإضمار خلافه، وفيه التحريض على أخذ الحذر في الحرب والندب إلى خداع الكفار، وأن من لم يَتَيَقَّظ لذلك لم يأمن أن ينعكس عليه.

قال النووي: صح في الحديث جواز الكذب في ثلاثة أشياء أحدها في الحرب. قال الطبري إنما يجوز من الكذب في الحرب المعارض دون حقيقة الكذب فإنه لا يحل، هذا كلامه، والظاهر، إباحة حقيقة نفس الكذب لكن الاقتصار على التعريض أفضل والله أعلم - صحيح مسلم بشرح النووي 12/45.

وقال ابن العربي: الكذب في الحرب من المستثنى الجائز بالنص رفقاً بالمسلمين لحاجتهم إليه وليس للعقل فيه مجال، ولو كان تحريم الكذب بالعقل ما انقلب حلالاً - فتح باري 6/159.

قال ابن حجر في شرحه: (وإلا فالكذب المحض في مثل تلك المقامات يجوز، وقد يجب لتحمل أخف الضررين دفعاً لأعظمهما، وأما تسميته إياها كذبات فلا يريد أنها تُذم، فإن الكذب وإن كان قبيحاً مُخِلاَّ لكنّه قد يحسن في مواضع) - فتح الباري 6/392.
{قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} التوبة 29.

{قاتلوا{ القوم }الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر} يقول: ولا يصدقون بجنة ولا نار.
{ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق} يقول: ولا يطيعون الله طاعة الحق. يعني: أنهم لا يطيعون طاعة أهل الإسلام.
{من الذين أوتوا الكتاب} وهم اليهود والنصارى.
{من الذين أوتوا الكتاب} وهم أهل التوراة والإنجيل.
{حتى يعطوا الجزية} ومعنى الكلام: حتى يعطوا الخراج عن رقابهم الذي يبذلونه للمسلمين دفعاً عنها.
وأما قوله: {عن يد وهم صاغرون} أي يدفعوا الجزية بأيديهم للمسلمين دون إنابة وهم أذلاء مقهورون، يقال للذليل الحقير: صاغراً.
قال القرطبي في تفسيره للآية: {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر الخ}. أمر سبحانه وتعالى بمقاتلة جميع الكفار، وخص أهل الكتاب بالذكر. وسبب قتالهم يرجع لنكرانهم نبوة محمد.
{فَإِذَا انسَلَخَ الأشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} التوبة 5.

يعني بقوله: {فإذا انسلخ الأشهر الحرم} فإذا انقضى ومضى أشهر الحرم، وهي بعض الأشهر العربية: ذي القعدة، وذي الحجة، ومحرم.
{فاقتلوا المشركين} يقول: فاقتلوهم {حيث وجدتموهم} حيث لقيتوهم من الأرض في الحرم وغير الحرم.
{وخذوهم} يقول: {وأسروهم واحصروهم} يقول: وامنعوهم من التصرف في بلاد الإسلام.
{واقعدوا لهم كل مرصد} يقول: واقعدوا لهم بالطلب لقتلهم أو أسرهم كل مرصد، يعني: كل طريق ومرقب، وهو مفعل من قول القائل رصدت فلاناً أرصده رصداً، بمعنى: رقبته. {فإن تابوا} أي إن اسلموا وأقروا بنبوة محمد. {فخلوا سبيلهم} - راجع: تفسير الطبري، شرح آية سورة التوبة 5. وتفسير القرطبي. وابن كثير. وصفوة التفاسير.

{وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله} البقرة 193. يقول للمؤمنين به فقاتلوهم حتى لا يكون شرك ولا يعبد إلا الله وحده لا شريك له.
{ويكون الدين كله لله} يقول: حتى تكون الطاعة والعبادة كلها لله خالصة دون غيره. لكي لا يكون مع دينكم كفر وحتى يقال: لا إله إلا الله، عليها قاتل النبي، وإليها دعا.
عن الربيع: {ويكون الدين لله} يقول: حتى لا يعبد إلا الله، وذلك لا إله إلا الله؛ عليه قاتل النبي وإليه دعا. فقال النبي: (إني أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله).
{فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين يعني بقوله: {فإن انتهوا} فإن انتهى الذين يقاتلونكم من الكفار عن قتالكم، ودخلوا في ملتكم، وأقروا بما ألزمكم الله من فرائضه، وتركوا ما هم عليه من عبادة الأوثان، فدعوا الاعتداء عليهم وقتالهم وجهادهم، فإنه لا ينبغي أن يُعتدى إلا على الظالمين وهم المشركون بالله، والذين تركوا عبادته وعبدوا غير خالقهم.
عن قتادة قوله:{فلا عدوان إلا على الظالمين} والظالم الذي أبى أن يقول لا إله إلا الله - راجع: تفسير الطبري في شرحه للآية سورة البقرة 193.

{وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل} الأنفال 60. وأعدوا لهؤلاء الذين كفروا بربهم، {ما استطعتم من قوة} يقول: ما أطقتم أن تعدوه لهم من الآلات التي تكون قوة لكم عليهم من السلاح والخيل.
{ترهبون به عدو الله وعدوكم يقول: تخيفون بإعدادكم ذلك عدو الله وعدوكم من المشركين.
{سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق} أنفال 12. يقول: سأرعب قلوب الذين كفروا بي أيها المؤمنون منكم، وأملأها فرقاً حتى ينهزموا عنكم، فاضربوا فوق الأعناق!! أي اضربوا الرقاب، رقاب الكفار أي الغير مسلمين. راجع جميع تفاسير القرآن في شرحهم للآية.

{إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض} المائدة 33.

قاله ابن تيمية في كتابه الصارم المسلول في شاتم الرسول: إن سب رسول الله مع كونه من جنس الكفر والحراب أعظم من مجرد الردة عن الإسلام
"لأن من آذى الرسول فقد آذى الله لأن حق الله وحق رسوله متلازمان" وفي هذا وغيره بيان لتلازم الحقين، وأن جهة حرمة الله تعالى ورسوله جهة واحدة، فمن آذى الرسول فقد آذى الله، ومن أطاعه فقد أطاع الله، لأن الأئمة لا يصلون ما بينهم و بين ربهم إلا بواسطة الرسول، ليس لأحد منهم طريق غيره، ولا سبب سواه، وقد أقامه الله مقام نفسه في أمره ونهيه وإخباره وبيانه، فلا يجوز أن يُفرق بين الله ورسوله في شيء من هذه الأمور - الصارم المسلول في شاتم الرسول لابن تيميه ص 40-41.
وقد اختلفوا في حكم من كذب على الرسول على قولين:

أحدهما: الأخذ بظاهره في قتل من تعمد الكذب على رسول الله، ومن هؤلاء من قال: يكفر بذلك، قال ذلك جماعة منهم أبو محمد الجويني، حتى قال ابن عقيل عن شيخه أبي الفضل الهمداني: مبتدعة الإسلام والكذابون والواضعون للحديث أشد من الملحدين، قصدوا إفساد الدين من خارج، وهؤلاء قصدوا إفساده من داخل. فهم كأهل بلد سعوا في فساد أحواله، والملحدون كالمحاصرين من خارج، فالدخلاء يفتحون الحصن، فهم شر على الإسلام من غير الملابسين له - الصارم المسلول في شاتم الرسول لابن تيميه ص 169-175.
ووجه هذا القول أن الكذب عليه كذب على الله، ولهذا قال: (إن كذباً عليّ ليس ككذب على أحدكم) فإن ما أمر به الرسول فقد أمر الله به يجب اتباعه كوجوب اتباع أمر الله، وما أخبر به وجب تصديقه كما يجب تصديق ما أخبر الله به. (ومعلوم أن من كذب على الله بأن زعم أنه رسول الله أو نبيه أو أخبر عن الله خبراً كذب فيه كمسيلمة والعنسي ونحوها من المتنبئين فإنه كافر حلال الدم) فكذلك من تعمد الكذب على رسوله.

عن ابن بريدة عن أبيه أن النبي بلغه أن رجل قال لقوم: إن النبي أمرني أن أحكم فيكم برأيي وفي أموالكم كذا وكذا، وكان قد خطب امرأة منهم في الجاهلية فأبوا أن يزوجوه، ثم ذهب حتى نزل على المرأة، فبعث القوم إلى رسول الله، فقال: كذب عدو الله . ثم أرسل رجلاً فقال: إن وجدته حياً فاقتله، وإن أنت وجدته ميتاً فاحرقه بالنار. فانطلق فوجدوه قد لدغ فمات فحرقه بالنار، فعند ذلك قال رسول الله: من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار.

وقد روى أبو بكر بن مردويه من حديث الوازع عن أبي سلمة عن أسامة قال رسول الله: من تقول عليّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار. وذلك لأنه بعث رجلاً فكذب عليه، فوجد ميتاً قد انشق بطنه ولم تقبله الأرض
وروى أن رجلاً كذب عليه، فبعث علياً والزبير إليه ليقتلاه - راجع: الصارم المسلول في شاتم الرسول لابن تيميه ص 169-175.
عن ابن عباس أن منافقاً خاصم يهودياً فدعاه اليهودي إلى النبي ودعاه المنافق إلى كعب بن الأشرف. ثم إنهما احتكما إلى رسول الله فحكم لليهودي فلم يرضَ المنافق وقال: نتحاكم إلى عمر. فقال اليهودي لعمر: قضى لي رسول الله فلم يرضَ بقضائه وخاصم إليك. فقال عمر للمنافق: أكذلك؟ فقال: نعم. قال: ألزما مكانكما حتى أخرج إليكما. فدخل وأخذ بسيفه ثم خرج فضرب به عنق المنافق حتى برد وقال: هكذا أقضي لمن لم يرضَ بقضاء الله ورسوله. فنزلت: وقال جبريل: إن عمر فرّق بين الحق والباطل فسمى الفاروق – الدر المنثور / ج: 2 ص : 179 - والصارم لابن تيمية 48.

الحوار المتمدن

Related

Share

Rating

0 ( 0 reviews)

Post a Comment

Category
Author
More Options
  • Recent
  • Popular
  • Tag
Tags