داعش و”الجهاديون” في سوريا ـ تهديدات لازالت قائمة - Articles
Latest Articles

داعش و”الجهاديون” في سوريا ـ تهديدات لازالت قائمة

داعش و”الجهاديون” في سوريا ـ تهديدات لازالت قائمة

عاد “داعش” مجدداً بقوة إلى سوريا من خلال تنفيذ هجمات إرهابية، واستفاد مقاتلو “داعش” من الكوارث والأزمات السياسية والاقتصادية والنزاعات في المنطقة لتوسيع النفوذ، بالإضافة إلى بسط “داعش” وجوده في بادية سوريا عبر خلاياه النائمة. ورغم تنفيذ التحالف الدولي عمليات ضد تنظيم داعش وقياداته، لكن عودة التنظيم بين فترة وأخرى بالتزامن مع الأزمات السياسية في المنطقة، مازال يثير الكثير من الشكوك حول دور أمريكا هناك. الأنتقادات وجهت الى القوات الأمريكية بانها هي من تقوم بنقل عناصر داعش داخل سوريا من مكان إلى آخر، رغم نفي الولايات المتحدة لهذه الاتهامات .

استغلال الأزمات والكوارث

يستغل داعش دائماً الأوضاع السياسية أو الاقتصادية والأزمات الصحية مثل وباء كورونا في تسهيل حركته وانتشاره، وبالتالي تنفيذ عمليات إرهابية. ومع كارثة الزلزال في تركيا وسوريا، صعد التنظيم من عملياته سواء في مناطق النظام السوري في البادية، أو مناطق قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وعلى السجون، حيث تمكن ما لا يقل عن (20) محتجز من الفرار من السجون، غالبيتهم ينتمون لـ”داعش

يرى “نيكولاس هيراس” الباحث في معهد “نيولاينز” أن التنظيم سيحاول شن هجمات جديدة، إلا أنه يعتقد أن التنظيم “لم يعد يمثل تهديداً استراتيجياً حقيقياً في الوقت الحالي”، ويوضح: “لقد تم إضعافه بشدة ولذلك فهو ليس على وشك الانتفاض والاستيلاء على الرقة أو الموصل مرة أخرى”. وأضاف أن درجة خطر “داعش” في المستقبل تعتمد على عاملين اثنين، أحدهما مدى قدرة أعضائه على إعادة تنظيم صفوفهم في الصحراء، ومدى قدرة التنظيم على إطلاق سراح عناصره المحتجزين في السجون. ويعتقد أنه “ما دامت الظروف على الأرض في كل من العراق وسوريا لا تزال غير مستقرة إلى حد ما، ومحفوفة بالمخاطر، ومستمرة نوعاً ما في إثارة مسائل الحوكمة والأمن، فإن “داعش” سيجد لحظات لاستغلال الوضع ومحاولة شن هجمات جديدة”.

مخاطر مستمرة في التجنيد والاستقطاب

يواصل داعش قيادة آلاف المقاتلين في جميع أنحاء العراق وسوريا رغم عمليات مكافحة الإرهاب المستمرة، ولا يزال “داعش” ماضياً في برنامجه “أشبال الخلافة”، لتجنيد الأطفال في مخيم الهول. وعلى الرغم من تعمد التنظيم خفض مستوى عملياته “لتسهيل التجنيد” إلا أنه لم تتوقف الهجمات التي يشنّها “داعش” في البادية السورية من خلال مجموعات صغيرة ضد قوات النظام السوري، وفي شرق الفرات ضد “قوات سوريا الديمقراطية” واستهداف قوافل النفط من أجل استمرار التمويل

يعتمد “داعش” على استراتيجية الحرب الاستنزافية الطويلة عبر أفرعه من خلال تشكيل مجموعات من المقاتلين تقوم بحرب استنزاف ضد الأطراف ، حيث تظل الأفرع نشطة مع نشاط التنظيم في سوريا والعراق، وهو ما يُعطي زخماً لعمليات التنظيم. وتعد الهجمات التي نفذها عناصره ضد قوات النظام السوري مؤشراً على أن التنظيم لا يزال يمتلك زمام المبادرة، ويتبع تكتيكاً عسكرياً متناسقاً.

يبدو أن التنظيم أراد من خلال عملياته تحقيق مجموعة أهداف وتوجيه أكثر من رسالة؛ أبرز أهدافه كانت رفع معنويات عناصره، وإحياء صورة التنظيم من جديد أمام مناصريه، وربما بهدف استجلاب الدعم المالي، بالإضافة إلى إحياء خلاياه النائمة وتنشيطها

السجون في سوريا قنبلة موقوتة

ما زالت مرافق الاحتجاز التي تضم مقاتلي “داعش” الأجانب وعائلاتهم في العراق وسوريا عرضة لهجمات “داعش”، ويزيد هذا الوضع من الحاجة الملحة لإعادة هؤلاء الأفراد إلى بلدانهم الأصلية متى أمكن. ولكن على الرغم من الضغوط الدولية إلى تحقيق هذه الغاية، فقد تم إعادة حوالي (2500) عراقي و(500) فرد من (12) دولة أخرى إلى أوطانهم في عام 2022، وهو رقم صغير نسبياً عند الأخذ في الاعتبار أن ما يقدر بنحو (56000) امرأة وقاصر ما زالوا محتجزين في مخيم الهول.

يواصل “مخيم الهول” العمل كمركز مالي “لداعش”، حيث يجد أنصاره طرقاً لتلقي ما يصل إلى (20 ) ألف دولار شهريًا مع تهريب الأموال أيضاً إلى عناصر “داعش” خارج المخيم. تقول نائبة مساعد وزير الدفاع دانا سترول إن “الظروف التي أدت إلى ظهور داعش لم تتم معالجتها بشكل كاف”. وأضاف الميجر جنرال ماثيو ماكفارلين قائد التحالف الدولي المناهض  لـ”داعش” في 25 أبريل 2023 أن “أيديولوجية داعش لا تزال غير مقيدة ونشطة، وتسعى إلى إعادة تشكيل واستئناف حملة الكراهية في هذه المنطقة وحول العالم”.

لا يقتصر خطر تنظيم “داعش” وتجنيده لعناصر جديدة على سوريا ، حيث يقبع في تلك السجون معتقلون يعانون من الفقر والتهميش وهؤلاء هم الذين يبحث عنهم “داعش” ويحاول تجنيدهم. ومن الممكن أن يعود نحو (2000) من مقاتليه من وسوريا إلى أوروبا. وصحيح أنه لم ينفذ هجمات إرهابية في أوروبا معقدة، ولكن هذا يمكن أن يتغير بسرعة.

الحدود العراقية السورية

يسعى “داعش” لبناء المزيد من القواعد وزيادة قواتها في مدن حمص وحماة والرقة ودير الزور. يعد تحديد مواقع نشاط “داعش” في سوريا أمر معقد حيث تعمل خلاياه في مناطق متفرقة وتبقى على اتصال بسرية. بعض مناطق انتشاره هي محميات، مثل البادية السورية، التي تُقدر بثروتها المعدنية الهائلة، حيث يمكن إقامة معسكرات تدريب ويمكن جني الأموال من خلال مهاجمة مواقع التنقيب عن النفط.

لجأ “داعش” إلى هيكل داخلي لامركزي، هذا الهيكل الذي يتمحور حول ما يسمى بـ “المديرية العامة للمحافظات” و “المكاتب” المرتبطة بها، والتي تعني بإدارة العمليات والتمويل في سوريا والعراق وجميع أنحاء العالم. ومن خلال هذا الهيكل، تحرّض قيادة “داعش” أتباعها على تنفيذ الهجمات، وتحتفظ بالقدرة على توجيه ومراقبة تدفق الأموال إلى التابعين له

يطور “داعش” هيكليات أمنية ( ولايات أمنية ) تنطلق من الصحراء السورية، وتنتشر على شكل خلايا أمنية تنشط في مناطق مختلفة من سوريا. وتكمن مهمة “داعش” عبر هذه الخلايا بتهديد السكان هناك لضمان عدم الانضمام إلى صفوف قوات سوريا الديمقراطية، وكذلك لتأمين شبكات التهريب لجلب العناصر الجدد إلى الصحراء السورية. بالنظر إلى البيئة الامنية والعسكرية والسياسية المعقدة في سوريا يبدو أن خطر “داعش” لن يزول على المدى القريب والمتوسط.

تحذيرات من عودة داعش

تصاعدت التحذيرات في أبريل 2023 من جيل جديد من قادة “داعش” لم يثنهم الهزائم المتلاحقة، و أنه لا يزال يخطط لتوسيع نفوذ التنظيم وتنفيذ هجمات خارجية. ما يسمح بعودة محتملة في العراق وسوريا يركز فيها بشكل متزايد على مهاجمة المدنيين.

كشفت الاستخبارات البريطانية في 18 يوليو 2023 عن أن تنظيم “داعش” و”القاعدة” يخططان لهجمات إرهابية تستهدف المملكة المتحدة، حيث باتت هذه التنظيمات تستنزف معظم جهود وعمل جهاز المخابرات البريطاني “MI5”. مضيفة: “أن التهديد الإرهابي من قبل الجماعات المتطرفة الإسلاموية لا يزال الأكثر خطورة في المملكة المتحدة، حيث تركز المخابرات البريطانية (75%) من عملها لمواجهة هذا التهديد

حذّرت الولايات المتحدة الأميركية من احتمالية عودة “داعش” مجدداً، مشيرة إلى أنّ “داعش” لديه “جيشاً كبيراً” قيد الانتظار في سوريا والعراق. وسط هواجس ومخاوف دولية تشير إلى إمكانية عودة “داعش” من جديد إلى منطقة ما يزال يسودها التوتّر. وحذرت من هجمات “داعش” على السجون، حيث يُحتجز مقاتلوه وتتخوّف أجهزة الاستخبارات الغربية من إمكانية نجاح عناصر “داعش” في الفرار من تلك السجون، فضلاً عن مخاوفها من عودة بعض مقاتليه منهم إلى أوروبا بطريقة ما، والتخطيط لهجمات إرهابية جديدة في الأول من يناير 2023

لا يزال التهديد الداخلي الذي يطرحه “داعش” خارج مناطق الصراع يشكل مصدر قلق أيضاً، حيث يواصل التنظيم استخدام المساحات عبر الإنترنت لنشر أيديولوجيته من خلال الدعاية. وما يفاقم هذا التهديد واقع أن المقاتلين الأجانب الذين في سوريا استطاعوا اكتساب خبرة وقدرات متطورة ، ولا يأتي هذا التهديد من المقاتلين الذكور فحسب، بل أيضاً من النساء.

أكدت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في السادس من أغسطس 2023 على ضرورة الاستمرار في مواجهة تهديد تنظيم “داعش”، وقالت : ” لابد بداية من القول إن تنظيم داعش يشكل تهديداً على أمننا. تمكنا من تحقيق عدة أهداف ضد التنظيم. ما أدى إلى تضاؤل المساحة التي يسيطر عليها. لكنه يبقى بمثابة تهديد لأنه يتخذ أشكالاً جديدة في الخفاء. ويقوم بتشكيل عدة فروع له. وبالتالي من الضروري الاستمرار في مواجهة هذا التهديد”.

تقييم وقراءة مستقبلية

يستثمر “داعش” الأزمات الصحية والأوضاع السياسية والاقتصادية، لتنفيذ عملياته سواء في مناطق سوريا، في البادية، أو مناطق قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وعلى السجون.

تتوقف درجة مخاطر وتهديدات “داعش” المستقبلية في سوريا على مدى قدرته على تنظيم صفوفه في الصحراء، ومدى قدرته على تهريب مقاتليه من السجون شمال شرق سوريا ما يسمح له بعودة محتملة يركز فيها بشكل متزايد على مهاجمة المدنيين.

لا تزال أيديولوجية “داعش” غير مقيدة ونشطة وتستقطب العديد من المؤيدين،  كما تشير العمليات الأخيرة التي قام بها “داعش” في سوريا إلى أنه مازال يمتلك زمام المبادرة، ويتبع تكتيكاً عسكرياً يستطيع من خلاله توسيع نفوذه.

تشير التقديرات أن “داعش” ما زال يمتلك خلايا نائمة وقواعد ومعسكرات تدريب في مدن حمص وحماة والرقة ودير الزور والتي تعمل بسرية وحذر ، ومن المرجح أن تصبح الحدود العراقية السورية معرّضة للخطر بشكل كبير مستقبلاً.

بات “داعش” يستنزف معظم عبء عمل الاستخبارات الغربية وسط مخاوف مستقبلية من إمكانية نجاح عناصر “داعش” في الفرار من السجون، وعودة بعض مقاتليه إلى أوروبا والتخطيط والتنفيذ لهجمات إرهابية.

يبقى “داعش” أيديولوجية متطرفة قائمة، فالقضاء عليه عسكرياً لايعني نهايته. وهذا يعتمد على ايجاد مقاربات أمنية متكاملة ومعالجات جذرية لجذور التطرف والارهاب لأن الجهد العسكري وحده لن يحقق الهزيمة الدائمة لداعش.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=90018

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

الهوامش

Explainer: The Islamic State in 2021
https://tinyurl.com/97rsm5uv

ISIS keeps dwindling in Syria
https://tinyurl.com/365rczsc

Signs Emerge IS Struggling to Keep Up Fight in Iraq, Syria
https://tinyurl.com/25eupu22

Isis has army in waiting, warns US
https://tinyurl.com/ysrm7wtp

المركزالاوروبي

 

Related

Share

Rating

0 ( 0 reviews)

Post a Comment

Category
Author
More Options
  • Recent
  • Popular
  • Tag
Tags