إيلاف من دبي: اختتمت قمة الشرق الأوسط لشبكات التواصل والإعلام الاجتماعي 2017 أعمال دورتها الرابعة في دبي. بعدما جمعت صناع الإعلام في العالم العربي. فقد انطلقت القمة اليوم في دبي بحضور نخبة من صناع المعلومات ورجال الإعلام وخبراء شبكات التواصل الاجتماعي، بالشراكة مع جهات رائدة مثل الأمم المتحدة وسكاي نيوز عربية وتويتر، وعدد من التطبيقات المعروفة.
تحدث في القمة ناشر إيلاف رئيس تحريرها عثمان العمير، والمدير العام والمدير التنفيذي للأخبار لقناة سكاي نيوز عربية نارت بوران، ورئيسة تحرير موقع سي أن أن كارولين فرج، والاعلامي الرئيس التنفيذي لأمانة كابيتل أحمد الخطيب، ورئيس تحرير جريدة عرب نيوز فيصل عباس، ومحمد أبو عساكر من الأمم المتحدة، والمدير الإقليمي للخدمات والتطبيقات في مايكروسوفت الخليج إحسان عنبتاوي، ومدير التسويق والاتصال في باريس غاليري محمد جابر، ومديرة التطوير المجتمعي في منصة باز لمى حدادين ، وأنطوان كايروني من تويتر، وسليمان الهتلان الرئيس التنفيذي لشركة الهتلان ميديا، وغسان الشبل رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب للشركة السعودية للأبحاث والتسويق
عثمان العمير وناصر الصرامي
مستقبل الإعلام الاجتماعي
أوضح ناصر الصرامي، رئيس المؤتمر، أن القمة تسلط الضوء على مجموعة واسعة من الموضوعات المتعلقة باستراتيجيات شبكات التواصل الاجتماعي، باعتبارها الدوافع الرئيسة لنمو الأعمال التجارية بمزيد من الفعاليات والاتجاهات الحديثة، تحت عنوان "الموجة القادمة في مجال التسويق عبر وسائل الإعلام الاجتماعي".
في جلسة حملت عنوان «الموجة التالية للإعلام الاجتماعي… مستقبل الإعلام»، تناول عثمان العمير، ناشر "إيلاف" رئيس تحريرها، المؤسسات الاعلامية التقليدية قائلًا: "ليس من المجدي إصلاح الموتى"، مؤكدًا: "سيشغلني المحتوى خلال الفترة الآتية، ستشغلني المهنية كذلك، إضافة إلى محاربة الأخبار المفبركة".
القمة جمعت صناع الإعلام في العالم العربي
في معرض رده على مداخلة من الحاضرين عن الصدقية، قال العمير إن الفرق شاسع بين صحافة الخبر وصحافة الرأي، "وكلما ابتعد الاعلام عن الفئوية والطائفية والتبعية السياسية أصبح ناجحًا".
ورأى عباس أن وسائل التواصل ليست منافسًا للمؤسسات الإعلامية، لكنها إضافة قيمة يجب استغلالها لنشر معلومات ذات صدقية.
موت الويب!
قالت فرج: "سمعنا كثيرًا لسنوات قليلة عن موت الاذاعة وموت التلفزيون ونهاية الصحافة الورقية. اليوم نسمع عن موت الويب". أضافت: "لا اعتقد أن هناك نهايات لأي من هذه الوسائل إنما هناك انكماش او اقتصاد في عدد متابعيها. هذا يعني أن جدي في المنزل سيسمع الراديو ويقرأ الجريدة، لكن الشباب سيتابعون الويب من طريق الوسائل التقنية الجديدة".
رئيسة تحرير موقع سي أن أن كارولين فرج تتوسط ناشر إيلاف عثمان العمير ورئيس المؤتمر ناصر الصرامي
وبحسبها، نشهد الآن وجود منافسة على الساحة، قطعة حلوى كبيرة وكل جهة تأخذ قطعة من هذه الحلوى. العوامل المؤثرة على طبيعة الوسائل التي نتابعها: الدخل. الوجود الجغرافي (منطقة نائية او في العاصمة…). حتى الآن، لم نشهد انعدامًا لتواجد اي وسيلة من وسائل الإعلام التقليدية.
وقالت: "تواجه وسائل الإعلام التقليدية منافسة وانكماشًا ومحدودية المتابعة. كل شهر تقريبًا نجد وسيلة جديدة. المنافسة الأكبر اليوم هي وسائل التواصل الاجتماعي أو ما يسمى السلطة الخامسة. تنافس الكل، وتدخل في التطورات نفسها الإذاعي والمكتوب والمرئي. ووسائل توصيل المعلومات للفرد في أي منطقة تتطور بتطور التكنولوجيا وزيادة الدخل. في العالم العربي، نحو 60 في المئة من عدد سكان العالم العربي هم تحت الثلاثين من العمر. هم دائمًا يبحثون عما هو متطور و(كوول)، ويستخدمونها ويتواصلون من خلالها ويشعرون انها تلبي تطلعاتهم.
النماذج التجارية
قال بوران إن المستقبل سيكون مرتبطًا بالـ commericial models. ففي الأمور التي من الممكن أن تساعد في استمرارية المؤسسات الإعلامية والأشخاص أصحاب الأفكار، "ففي الفترة الاولى كانت متعلقة أكثر بانتاج محتوى مختلف. الفترة القادمة ستكون متصلة بشكل أكبر بالكومرشال موديلز والوسائل التي تتولد عن ذلك".
أضاف: "للكلمة المكتوبة مكان وأهمية وستستمر هذه الاهمية خاصة في موضوع التحليل والعمق في الخبر . لكن في الوقت نفسه، صارت أهمية الفيديو مهمة بالنسبة إلى الجميع. يعني الآن نضيف كلمات إلى الفيديو، وصورًا وموسيقى... أي أن هناك تحولًا في الإعلام بشكل عام. المحطات الاخبارية والتلفزيونية مهيأة بشكل اكبر للتعامل مع التغيير. وهناك أيضًا بعض الصحف الناجحة جدا في مجال التغيير من خلال تبني الفيديو والافلام القصيرة والتعليق عليها. وباعتقادي أن وسائل الاعلام تجتهد في مضمارها وتتبنى الحركات التكتيكية مع المتابعين. ولم يعد هناك ما يسمى بالمشاهد والقارئ، بل صار عندنا المتابع بشكل آو بآخر وبأي وسيلة او أخرى. يبقى المحتوى هو الملك، والا نغلق جميعنا ونذهب ادراجنا".
وتابع قائلًا: "الصدقية في المؤسسات الاعلامية تبقى أكبر من شخص واحد مختص في الاخبار الكاذبة. ودور المؤسسات الإعلامية باق، لانها تساهم في تنقية الاخبار، ومن هذا المنطلق ستحافظ المؤسسات الاعلامية على دورها".
ختم بوران: «برأيي الشخصي هناك داع للتفاؤل اكثر من التشاؤم من مستقبل الاعلام بشكل عام او المؤسسات الاخبارية بشكل خاص». الفوضى الحاصلة حاليا ستترتب تلقائيا في المستقبل القريب. فهذا المسار الطبيعي للأمور.
إصلاح موتى
وجه الهتلان سؤالًا إلى العمير هو الآتي: "كنت سباقًا في رؤية التحولات في المشهد الاعلامي حين بدأت تعمل على اطلاق صحيفة إيلاف. إذا كان عثمان العمير يؤسس لمشروع اعلامي جديد فكيف سيكون؟".
اختيار مشروع بوكس.كوم كأفضل مبادرة وطنية في الشرق الأوسط
أجابه العمير: "السؤال مثير لأن التأسيس بحد ذاته مثير. اعتقد لو جاء اليوم الذي أطلق فيه مشروعًا اعلاميًا جديدًا، للفظت ما هو موجود في هذا العصر وخرجت منه إلى عصر آخر.
أضاف: "ليس مجديا الآن الحديث عن إصلاح الموتى. لقد قلت في السابق إن الصحافة الورقية انتهت. وقلت العام الماضي في ندوة في دبي أن الويب انتهى. والآن الاعتماد على وسائل الاتصال الاجتماعي المعروفة. اما ما يشغلني انا كمتابع وكمحترف في هذه المهنة هو ثلاثة اشياء: المحتوى، فالمطلوب في الوسيلة الاعلامية الجديدة التخلص من الاخطاء والخطايا التي ارتكبت وترتكب في معالجة المحتوى. خاصة من بعض الصحف المشهورة".
وتابع العمير: "عندما يكون عندك اكثر من ثلاثة مليارات و700 ألف مستخدم للانترنت، لا بد من أن يكون هناك الكثير من المجانين الذين يتلاعبون في المحتوى. طبعًا نحن لا نلعب هنا دور الشرطي. كي نقول للناس ما يكتبون وما لا يكتبون، لكننا مؤمنون أن ما يجري نوع من الثورة والثورات تقتل الكثير من القيم التي كانت سائدة، فسأركز على المحتوى، كما سأركز على مسألة الأخبار الكاذبة او المفبركة. والحقيقة أن مسألة الأخبار المفبركة لم يتفرد بها الرئيس الاميركي دونالد ترامب كما قال بعض الصحف. هذا الموضوع ذكر في عهد الخلافة العباسية: كان أحدهم يروي احاديث مكتوبة ومنسوبة إلى النبي، فحكم عليه بالإعدام، فلما أراد تنفيذ حكم الاعدام، قال له الراوي (المفبرك) والله لقد وضعت اربعة آلاف حديث عن نبيكم سيختلف عليها أقوامكم آلاف السنين. فالفبركة موجودة. لكنها الآن بعد الذي حصل، والتدخل الدولي الذي صار: نحن نسمع كيف تم التدخل في الانتخابات الأميركية، وكيف تم التدخل في الانتخابات الفرنسية ونسمع عن محاولات التدخل في الانتخابات الهولندية. وإن ساءت الحال فربما نسمع عن محاولات للتدخل في الانتخابات البريطانية، ولو أن ليس في بريطانيا في هذا الوقت زعيم يستحق أن يكون رئيسًا باستثناء السيدة تيريزا".
سكاي نيوز عربية تحصد جائزة "أفضل استخدام لمنصات التواصل الاجتماعي" عن فئة الإعلام
أضاف: "سيشغلني المحتوى. سيشغلني كيف أكون بحجم جرائد موجودة في العالم وتستحق الاحترام. سيشغلني التخلص من الأنباء الكاذبة. ستشغلني مسألة المهنية التي نحتاجها في وسائل التواصل الاجتماعي".
لا موت
ووجه الهتلان السؤال الآتي إلى عباس: "العالم يتجه من الصحافة الورقية إلى الرقمية. انت سرت عكس التيار. من رئيس تحرير موقع الكتروني إلى الصحافة الورقية".
.
«الرؤية» تحصد جائزة أفضل استخدام للإعلام الرقمي
أجابه عباس: "اتوقع منك أن تقول لنا إن اليوم الذكرى 42 لتأسيس آراب نيوز، وأنا اتوقع منك أن تقول لنا "هابي بيرثداي" ومش موت… بهذه الذكرى لم نكن اكثر ثقة بمستقبل صحيفة اراب نيوز اكثر من اليوم. نحن نرى أن المحتوى هو الملك. والخطأ الذي نقع فيه كإعلاميين وكناشرين هو اننا لا ندرك ما هو القطاع الذي نعمل فيه".
أضاف: "لسنا في مهنة الورق ولا في مهنة الويب ولا في مهنة التلفزيون ولا في مهنة الراديو. نحن story tellers أي رواة نروي قصصًا. وما يميز قصصنا هو الصدقية. في عصر تنتشر فيه الاخبار الكاذبة، ستجد اقبالا على الاخبار ذات الصدقية، سيجد من يبحث عن اخبار ذات مصداقية متعلقة في العالم العربي ما يريده في آراب نيوز. هي عودة إلى المسار الصحيح. هناك تغيرات في اي قطاع. تغيرات عندها عوامل خارجية على المستويات الكبرى - هذا لا يعني أن نرتعد خوفًا أو نغير مسارنا، لا بد من التمسك بقيمنا اكثر. ليست وسائل التواصل الاجتماعي منافسًا بل بالعكس هي وسيلة لبث المزيد من المحتوى. سيأتي يوم ينكمش فيه مزودو المحتوى الموجودون لهذه الوسائل وسيبقى الافضل. لذلك لا بد على المؤسسات الاعلامية أن تجد طرقا افضل وتحث نفسها اكثر على الاستثمار في المحتوى الجديد".
وتابع: "لا اعتقد أن للافراد القدرة على الاستمرارية. الاعلام معركة حبس أنفاس والبقاء فيه للأفضل والأقوى. وطبعًا، لا اتوقع أن يأتي يوم وتغلق نيويورك تايمز مثلًا … لكن ربما تتوقف الطبعات الورقية وتستمر اونلاين، لان نيويورك تايمز براند، وآراب نيوز براند، وإيلاف براند، من الضروري الاستثمار في هذا المجال والاستثمار يكون في ضرورة أن تبقى ذات قيمة وصلة بالنسبة إلى الجماهير التي تتواصل معها. والبقاء بهذا الشكل يتطلب محتوى خاصًا وحصريًا ومطلوب ومحتوى تتناقله وسائل الاعلام الاخرى».
يشرح الإعلامي الشاب: «اذا نظرنا الى اسم المؤسسة الاعلامية كـ«ماركة تجارية»، فما ينطبق في علم التسويق ينطبق عليها. ففي علم التسويق، تضع الشريحة المستهدفة في بداية الامر وترسم استراتيجيتك بناء عليها. فان كان هدفك هو صناع القرار الاقتصاديين كما هي الحال في جريدة الفايننشل تايمز سيطغى الخبر الاقتصادي على اي خبر آخر…، بالتالي لا بد من تحديد الشريحة المستهدفة، وبهذا تتضح الصورة في ما يخص الاستراتيجية الاعلامية والاستهداف».
لا يقلق عباس على مستقبل وسائل الإعلام ولو أنه يرى خطراً محدقاً من الـ «مونوبولي» التي تمارسها كبرى الشركات: غوغل وابل وفايسبوك وغيرها، داعياً إلى تحالف إعلامي في مواجهة احتكار الشركات الكبرى للمحتوى الإعلامي والاستفادة منه اعلانيا. لو تحالفت كبرى شركات الاعلام في وجه الاحتكار القائم، ربما تنجح في مناقشة فرص جديدة وشروط افضل تنعكس عليها ايجابيا في ما يتعلق بتقسيم الريع الإعلاني.
التحكم بالأموال
وتحدث الخطيب، فقال: "لو كانت الشركة تستثمر في المجال الاعلامي فأين يكون هذا الاستثمار؟ اولًا نعلم أن الاعلام يقوم على الاعلان طول الوقت، وبرأيي ما يتغير هو أن جاذب الأموال الاستثمارية الاعلانية هم الأفراد المؤثرون لا الوسائل. تتسارع قدرات المؤثرين في وسائل التواصل على جذب أموال المعلنين بسرعة كبيرة. فالمعلن الذي يسعى إلى التواصل مع المستهلك النهائي يبحث عن الوسيلة التي في امكانه أن يخاطبه من خلالها بشكل مباشر. في السابق، كان الدمج بين الإعلام والإعلان من طريق المحتوى، فأين يجد محتوى يجذب مشاهدين، يذهب المعلن ويصرف امواله هناك".
أضاف: حتى حين تحاور ضيوفًا في البرامج الاقتصادية، لم يعد المستهلك النهائي يهتم بمتابعتك، بل يذهب إلى السوشال ميديا ويتواصل مباشرة مع الضيف ويسأل السؤال ويحصل على الجواب.
إن تمكنت وسائل الإعلام من خلق مؤثرين تتحكم بإدارة المحتوى الذي ينشرونه في وسائل التواصل الاجتماعي، يمكنها أن تتحكم بجذب الاموال. واعتقد أن المؤثرين في وسائل التواصل سيأكلون الاخضر واليابس".
وختم الخطيب بالقول: «ما زالت الفرص الاستثمارية للإعلام قائمة وغير مستفاد منها في مجال شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي». أضاف ان هذه الفرص ستتضاءل مع الوقت، لافتاً الى أن العالم العربي لم يتأخر في منحى شبكات التواصل الاجتماعي عن العالم، على عكس ما حصل بالنسبة للوصول الى النت. بالتالي يرى الوقت مناسباً: «هناك فرص كبيرة للاستثمار مستقبلا واتمنى ان اراها في العالم العربي».
الأكثر تأثيرًا
تعتبر قمة الشرق الأوسط لشبكات التواصل الاجتماعي الأكثر تأثيرًا لوسائل التواصل الاجتماعي في الشرق الأوسط، يشارك فيها متحدثون دوليون من كبرى المجموعات والشبكات الإعلامية وعمالقة الشركات الرائدة في مجالات التقنية إقليميًا وعالميًا والمجموعات الإعلامية، من أبرزها "إيلاف" و"أراب نيوز" و"سكاي نيوز" و"سي أن أن" وغيرها.
إضافة إلى القمة، شمل المؤتمر هذا العام إطلاق جائزة الشرق الأوسط للإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي.
إيلاف الإمارات- متابعة