العربية.نت - محمد العربي
تعود علاقة تنظيم_القاعدة في ليبيا إلى عقد التسعينيات من القرن الماضي بعد إعلانه عن انضمام الجماعة الليبية إلى صفوفه قبل أن يعود أكثر مقاتلي هذه الجماعة إلى ليبيا مجدداً، ورغم أن عدداً من قادتها استمروا في القتال ضمن القاعدة في أفغانستان كأبي يحيى الليبي مساعد أسامة بن لادن، إلا أن الجماعة زعمت خلال العقد الماضي أنها قامت بمراجعات فكرية داخل سجون القذافي للتخلي عن انتمائها للقاعدة.
وبرزت الجماعة مجدداً بعد اندلاع ثورة فبراير عام 2011 ضمن صفوف الثوار، لتنتشر بشكل سريع بعد الإطاحة بحكم القذافي من خلال أبرز قادتها وتتولى مناصب ووظائف هامة في الدولة، كأميرها عبد الحكيم بلحاج، لكنها لم تتخلَّ عن سلاحها الذي ظل يعمل تحت عديد المسميات مثل جماعة أنصار_الشريعة ومجالس الشورى في بنغازي ودرنة وسرت، وأخيراً سرايا الدفاع عن بنغازي.
فيما أعلن مطلع مارس الماضي "إياد غالي" زعيم تنظيم ما يسمى "نصرة الإسلام" فرع تنظيم القاعدة في مالي تأييده لــ"جهاد سرايا الدفاع عن بنغازي"، وأثنى على الدور الذي يبذله "الصادق الغرياني" من خلال تحريض أفراد السرايا على القتال.
ولم يكن ذلك الدعم الأول الذي دعمه تنظيم القاعدة للجماعة المقاتلة في ليبيا، ففي أكتوبر من عام 2016م دعا زعيم تنظيم القاعدة في المغرب العربي "عبد الملك درودكال" المعروف بــ"أبي مصعب عبد الودود" لدعم مجلس شورى بنغازي.
كما طالب مبارك يزيد وهو أبرز قادة تنظيم القاعدة بالمغرب العربي في الجزائر، والمعروف باسم "أبوعبيدة يوسف العنابي" طالب أثناء حصار قوات الجيش لمنطقة قنفودة معقل الإرهاب في بنغازي بــ"فك الحصار عما أطلق عليهم اسم مجاهدي بنغازي".
ورغم نفي "سرايا الدفاع عن بنغازي"، التي تشكلت في يونيو عام 2016 من فلول الإرهاب الفارة من بنغازي صلتها بالجماعة المقاتلة وتنظيم القاعدة إلا أن أسماء أبرز قادتها ومقاتليها يعكسون هذه الصلة:
أبوعبد الله النوفلي
الساعدي عبدالله إبراهيم بوخزيم، قاتل في صفوف تنظيم القاعدة في أفغانستان، وفي عام 2012م برز مجدداً إثر تشكيله مجلس شورى أجدابيا قبل أن يفر أمام ضربات قوات الجيش الوطني، ليظهر مجدداً في يونيو عام 2016م في بيان متلفز لإعلان تأسيس سرايا الدفاع عن بنغازي، وشارك في أغلب معاركها، لاسيما معارك الهجوم على الهلال_النفطي.
عضو تنظيم القاعدة الساعدي عبدالله إبراهيم بوخزيم مع الشركسي في تأسيس سرايا الدفاع عن بنغازي الإرهابية
وفي 6 مايو 2016 عثرت قوات الجيش بعد سيطرتها على أجدابيا على مقطع فيديو يظهر فيه مختار الأعور وعدد من الأجانب رفقة الساعدي النوفلي والكيلاني بونوارة الزوي وغيرهم في إحدى المناطق المجاورة لأجدابيا.
أبوطلحة الحسناوي
يعتبر عبدالمنعم سالم الحسناوي من القياديين الذين عرف عنهم التخطيط للمعارك وتوفير الدعم المالي، قبضت عليه سلطات القذافي ووضعته في سجونها، كما رفض المشاركة في المراجعات الفكرية للجماعة المقاتلة التي أعلنت عن تخليها عن السلاح بموجبها، واندلاع ثورة فبراير تمكن الحسناوي من الخروج من محبسه ليكون "مجلس شورى الجنوب" قبل أن يغادر إلى سوريا في عام 2013م ليكلف مفتياً لكتيبة المهاجرين المؤلفة من عناصر متطرفة ليبية في أغلبها لقتال النظام_السوري قبل أن تنضم الكتيبة لجبهة النصرة ويبرز الحسناوي كأحد قادتها.
وعاد الحسناوي إلى ليبيا إثر انطلاق عملية الكرامة في بنغازي، حيث كلف من قبل وزير دفاع حكومة المؤتمر الوطني برئاسة "غرفة ثوار الجنوب الليبي" لدعم مجلس شورى بنغازي في قتاله ضد قوات الجيش. وفي نوفمبر من عام 2016 م تداولت وسائل إعلام خبر قصف طيران أجنبي مجهول لبيت الحسناوي في منطقة قرضة بالجنوب، وادعت أن الحسناوي قتل خلال الغارة، لكنه ظهر مجدداً حين اقتحمت سرايا الدفاع عن بنغازي قاعدة براك الشاطئ الشهر الماضي ضمن فصيل مسلح كان على رأسه، وشارك بمقتل 141 عسكرياً ومدنياً بالقاعدة.
محمد باكير
الإرهابي محمد باكير وهو قيادي بـمجلس شورى ثوار بنغازي، وتنظيم أنصار الشريعة لقبه "نحلة" وله كنية أخرى هي "الأقطع" بسبب فقدانه لذراعه اليسرى في إحدى المعارك في منطقة بنينا أواخر سنة 2014 . تولى باكير نقل وتوزيع مجموعة تنتمي لتنظيم القاعدة من مالي ومناطق أخرى للقتال في ليبيا ضد القوات الجيش، قبل أن يعرف كأبرز قادة سرايا الدفاع عن بنغازي متنقلاً ما بين الجفرة وطرابلس ومصراتة.
محمد باكير برفقة عدد من المرتزقة الماليين المنتمين لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب أثناء محاولة هجومهم على بنغازي فى يوليو 2016
محمد الدرسي الشهير بالنص
محمد الدرسي الملقب بالنص كان قد حكم عليه بالسجن المؤبد من قبل السلطات الأردنية منذ العام 2007م بتهمة القيام بأعمال إرهابية، أطلق سراحه وعاد إلى ليبيا لقاء الإفراج عن السفير الأردني المختطف من قبل مجموعات إرهابية في ليبيا "فواز العطيان" في أبريل من عام 2014م .
ويعتبر الدرسي من مؤسسي مجلس شورى بنغازي الذي ظهر بصفته قيادي فيه، وذلك في لقاء أجرته معه صحيفة المسرى التي يصدرها تنظيم القاعدة في اليمن بنشرتها الصادرة في نوفمبر عام 2016م دعا خلالها أنصاره في الجزائر وفلسطين وسوريا والعراق واليمن وأفغانستان وبورما والشيشان والصومال ومالي وإفريقيا الوسطى إلى الالتحاق بقواته في بنغازي.
إعلام القاعدة في ليبيا
تعتبر مؤسسة التناصح للدعوة والثقافة والإعلام وقناة النبأ من أبرز وأهم قنوات التنظيم بليبيا، والتي لم تخفِ في الكثير من الأحيان صلتها بالتنظيم، ففي سبتمبر من عام 2015م استضافت القناة "عبدالحي يوسف أحد أبرز القيادات العالمية للتنظيم والمقرب من أسامة بن لادن، أما قناة النبأ فهي الأخرى أفصحت عن انتمائها مبكراً للقاعدة بحكم أن مؤسسها وصاحبها هو "عبد الحكيم بلحاج".
المفتي المعزول والموالي لبن لادن عبدالحي يوسف